بِما سَمِعنا مِن رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ضَحِكوا ، وإن سَكَتنا لَم يَسَعنا. قالَ : فَقالَ ضَمرَةُ بنُ مَعبَدٍ : حَدِّثنا.
فَقالَ : هَل تَدرونَ ما يَقولُ عَدُوُّ اللّه إذا حُمِلَ عَلى سَريرِهِ؟ قالَ : فَقُلنا : لا.
قالَ : فَإِنَّهُ يَقولُ لِحَمَلَتِهِ : ألا تَسمَعونَ؟ إنّي أشكو إلَيكُم عَدُوَّ اللّه ؛ خَدَعَني وأورَدَني ثُمَّ لَم يُصدِرني ، وأشكو إلَيكُم إخوانا واخَيتُهُم فَخَذَلوني ، وأشكو إلَيكُم أولادا حامَيتُ عَنهُم فَخَذَلوني ، وأشكو إلَيكُم دارا أنفَقتُ فيها حَريبَتي ١ فَصارَ سُكّانُها غَيري ، فَارفُقوا بي ولا تَستَعجِلوا! قالَ : فَقالَ ضَمرَةُ : يا أبَا الحَسَنِ ، إن كانَ هذا يَتَكَلَّمُ بِهذَا الكَلامِ ، يوشِكُ أن يَثِبَ عَلى أعناقِ الَّذينَ يَحمِلونَهُ!
قالَ : فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام : اللّهُمَّ إن كانَ ضَمرَةُ هَزَأَ مِن حَديثِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، فَخُذهُ أخذَةَ أسَفٍ.
قالَ : فَمَكَثَ أربَعينَ يَوما ثُمَّ ماتَ ، فَحَضَرَهُ مَولىً لَهُ ، قالَ : فَلَمّا دُفِنَ ، أتى عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام فَجَلَسَ إلَيهِ ، فَقالَ لَهُ : مِن أينَ جِئتَ يا فُلانُ؟ قالَ : مِن جِنازَةِ ضَمرَةَ ، فَوَضَعتُ وَجهي عَلَيهِ حينَ سُوِّيَ عَلَيهِ ، فَسَمِعتُ صَوتَهُ ـ وَاللّه أعرِفُهُ كَما كُنتُ أعرِفُهُ وهُوَ حَيٌّ ـ يَقولُ : وَيلَكَ يا ضَمرَةَ بنَ مَعبَدٍ ، اليَومَ خَذَلَكَ كُلُّ خَليلٍ ، وصارَ مَصيرُكَ إلَى الجَحيمِ ، فيها مَسكَنُكَ ومَبيتُكَ وَالمَقيلُ.
قالَ : فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام : أسأَلُ اللّه العافِيَةَ! هذا جَزاءُ مَن يَهزَأُ مِن حَديثِ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. حَرِيبة الرجل : ماله الذي يعيش به (الصحاح : ج ١ ص ١٠٨ «حرب»).
٢. الكافي : ج ٣ ص ٢٣٤ ح ٤ ، بحار الأنوار : ج ٦ ص ٢٥٩ ح ٩٦ وج ٤٦ ص ١٤٢ ح ٢٥ وراجع مختصر بصائر الدرجات : ص ٩١ والخرائج والجرائح : ج ٢ ص ٥٨٦ ح ٨.