ابنَ أبي حَمزَةَ ١ ، وَابنَ مِهرانَ ٢ وابنَ أبي سَعيدٍ ٣ أشَدَّ أهلِ الدُّنيا عَداوَةً للّه تَعالى.
قالَ : فَقالَ : ما ضَرَّكَ مَن ضَلَّ إذَا اهتَدَيتَ؟ إنَّهُم كَذَّبوا رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله ، وكَذَّبوا أميرَ المُؤمِنينَ ، وكَذَّبوا فُلانا وفُلانا ، وكَذَّبوا جَعفَرا وموسى عليهماالسلام ، ولي بِآبائي عليهمالسلام اُسوَةٌ.
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! إنّا نُرَوّى أنَّكَ قُلتَ لاِبنِ مِهرانَ : أذهَبَ اللّه نورَ قَلبِكَ ، وأدخَلَ الفَقرَ بَيتَكَ؟ فَقالَ : كَيفَ حالُهُ وحالُ بَزِّهِ ٤؟ قُلتُ : يا سَيِّدي ، أشَدُّ حالٍ ، هُم مَكروبونَ وبِبَغدادَ لَم يَقدِرِ الحُسَينُ أن يَخرُجَ إلَى العُمرَةِ! فَسَكَتَ. ٥
راجع : ص ٦٣٣ ح ١٥٦٣.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. هو عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ ، من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ، واقفيّ. هو أوّل من أظهر هذا الاعتقاد ، وطمعوا في الدنيا ومالوا إلى حكّامها ، واستمالوا قوما فبذلوا لهم شيئا ممّا اختانوه من الأموال. وقال أبوالحسن موسى عليهالسلام مخاطبا له : أنت وأصحابك شبه الحمير. فقد دخل عليّ بن أبي حمزة على عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام ، وتكلّم معه وأنكر إمامته. وقد روي عن عليّ بن الحسن بن الفضّال إنّه كان يقول : عليّ بن أبي حمزة كذّاب ، متّهم ، ملعون ، إنّي لا أستحلّ أن أروي عنه حديثا واحدا. هذا كلّه بالنسبة إلى نهاية أمره ، ولكنّه في عهد الصادقين عليهماالسلام كان على ظاهر السلامة والثقة ، ولذا عملت الطائفة بأخباره وأخبار أمثاله في مالم يكن لها معارض من أخبار الإماميّة ولا إعراض منهم. وما روي عنه حال استقامته (رجال الطوسي : ص ٢٤٥ الرقم ٣٤٠٢ وص ٣٣٩ الرقم ٥٠٤٩ ، رجال ابن الغضائري : ص ٨٣ الرقم ١٠٧ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٦٩ الرقم ٦٥٤ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٠٥ الأرقام ٧٥٤ ـ ٧٦٠ وص ٧٦٣ الرقم ٨٨٣؛ الغيبة للطوسي : ص ٣٥٢ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ص ١١٢ ح ٢ ، قاموس الرجال : ج ٧ ص ٢٧٦).
٢. هو الحسين بن مهران بن محمّد ، من أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام ، واقفي ، ضعيف ، له كتاب عن الكاظم عليهالسلام. كتب إلى الرضا عليهالسلام كتابا ، فكان يمشي شاكّا في وقوفه. فكتب إلى أبي الحسن عليهالسلام يأمره وينهاه فأجابه أبوالحسن عليهالسلام بجواب ، وبعث به إلى أصحابه فنسخوه وردّ إليه لئلاّ يستره ابن مهران. كان قليل المعرفة بالرضا عليهالسلام ، ضعيف اليقين (رجال الطوسي : ص ٣٥٥ الرقم ٥٢٦٠ ، رجال النجاشي : ج ١ ص ١٦٧ الرقم ١٢٦ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٦١ الرقم ١١٢١ ، رجال ابن الغضائري : ص ٥١ الرقم ٣٢).
٣. مرّت ترجمته في الباب الرابع عشر ، الرقم ١ ، فراجع.
٤. البَزُّ من الثياب : أمتعةُ البزّاز. والبِزّة : الهيئة (الصحاح : ج ٣ ص ٨٦٥ «بزز»).
٥. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٠٦ الرقم ٧٦٠ ، بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ٢٦١ ح ١٤.