«حاشى» ـ وهو فعل ماض ، مستقبله : يحاشى ، ودائمه : محاش ، ومصدره : محاشاة ـ من باب الانفعال إلى باب الأدوات ، لمّا أزالوه عن التصرّف.
والصحيح أنه فعل ماض ، وتجعل «لا» داخلة عليه ، وهو مذهب سيبويه.
ومن أصحابه من يجعلها جوابا لما قبله. ومثله : يقول الرجل كان كذا وكذا ، وفعلوا كذا ، فيقول : لا جرم أنهم سيندمون.
وبيّن غير الخليل (١) وقال : إنه ردّ على أهل الكفر فيما قدّروه ، من اندفاع عقوبة الكفر ومضرّته عنهم يوم القيامة.
وقد ذكر حجاج هؤلاء فى «المختلف» (٢).
ومن ذلك قوله تعالى : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) (٣) أي ، كدعاء بعضكم على بعض. فالمصدر فى قوله (دُعاءَ الرَّسُولِ) مضاف إلى الفاعل ، أي : كدعاء الرسول عليكم.
وقيل : لا تجعلوا دعاءه إياكم إلى الحرب كدعاء بعضكم بعضا إليها ، فيكون أيضا مضافا إلى الفاعل.
__________________
(١) هو ابو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ، اللغوي الأديب ، وكانت وفاته سنة ١٧٠ ه.
(٢) لعله : «مختلف الرواية» لعلاء الدين محمد بن عبد الحميد ، المعروف بالعلاء السمرقندي المتوفي سنة ٥٥٢ ه. ذكر فيه مختلف الرواية ، وذكر لخلاف كل واحد من الأئمة بابا.
(٣) النور : ٦٣.