فإن قلت : إنه وزن جاء فى الأعجمية.
قيل : لا ينكر ، وإن كان جاء فى الأعجمى : مثل ، هابيل ، أن يجىء هذا عربيّا ، ويكون إفراده فى الأبنية العربية مثل : درّىّ ، ومرنّق ، ونحو ذلك من الأبنية التي تجىء مفردة ، نحو : انقحل ، وما أشبه. فبعضهم لا يصرفه لتوهم العجمة ، وبعضهم يصرفه ويجعله مثل: قيراط ، وفيروز.
قال أبو علىّ فى موضع آخر : اختلف فى «آمين» فقال قائلون :
إنه اسم من الأسماء التي سمى بها الفعل ، نحو : صه ، ومه ، وإيه ، ورويد ، وما أشبه ذلك. وقال قائلون : هو اسم من أسماء الله.
فما يدل على أنه اسم سمى به الفعل : ما روى حجّاج (١) عن ابن جريح (٢) عن عكرمة (٣) قال : أمّن هارون على دعاء موسى عليهالسلام ، فقال الله : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما) (٤).
وكما أن قول موسى : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ) (٥) جملة مستقلة وكلام تام ، كذلك قول هارون (آمِّينَ) جملة مستقلة وكلام تام. ولولا أنه كذلك لم يكن هارون داعيا ، لأن من تكلّم باسم مفرد أو كلمة مفردة لم يكن داعيا ،
__________________
(١) هو حجاج بن محمد المصيصي ـ بكسر الميم وتشديد الصاد المهملة ، وقيل بفتح الميم وخفة الصاد ـ وكانت وفاته سنة ٢٠٦ ه (تهذيب التهذيب ٢ : ٢٠٥).
(٢) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح. وكانت وفاته سنة ١٥٠ ه (تهذيب التهذيب ٦ : ٤٠٢).
(٣) هو عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام. وعنه يروى ابن جريج (تهذيب التهذيب ٧ : ٢٥٨).
(٤) يونس : ٨٩.
(٥) يونس : ٨٨.