من عل. وإن كان على حرفين ، تجريه غير متمكن مجراه متمكّنا ، قبل حال البناء.
قيل : لم يشبه هذا «عل» ، لأن «عل» ونحوه مما يلحقه الإعراب فى التمكن على اللفظ الذي هو عليه. و «له» من قولهم : له أبوك ، لحقه الحذف من شىء لم يتمكن قط فى كلامهم. فإذا كان كذلك لم يلزم أن يكون مثل «عل» لمفارقته ل «عل» فى أنه لم يجر الاسم المحذوف هذا عنه متمكّنا ؛ فلما كان كذلك صار بمنزلة حذفهم «مذ» فى «منذ» فى أن المحذوف مبنى كما أن المحذوف منه كذلك ، وفى أن المحذوف أسكن لزوال ما كان له حرك بالحذف ، وهو التقاء الساكنين.
فأما قوله تعالى : (مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ) (١) فالقول أنه مبنىّ غير معرب من حيث صار اسما للفعل ، كما كان «صه» و «هلم» ونحوهما مبنية.
فإن قلت : إن «مكانكم» منصوب والنصب فيه ظاهر.
قيل : ليست هذه الفتحة بنصب ، وذلك أن انتصابه لا يخلو من أن يكون بعامل عمل فيه بعد أن جعل اسما للفعل ، أو أن يكون بعد التسمية به فى الانتصاب على ما كان عليه قبل ذلك ، فلا يجوز أن يكون انتصابه / الآن ، وقد سمى به الفعل على ما كان قبل ، ألا ترى أن تقديره معمولا لذلك العامل ، واتصاله به لا يصح كما يصح اتصاله به فى هذه المواضع التي لا تكون أسماء للفعل ؛ وذلك قولك : زيد مكانك ، والذي مكانك زيد ؛ فهذا سد مسد الفعل الذي عمل فيه ، وأغنى من حيث كان تقدير العامل الذي تعلّق به هذا الظرف فى الأصل غير ممتنع ، نحو : زيد استقر مكانك ،
__________________
(١) يونس : ٢٨.