وقال الشاعر (١) :
من يك (٢) ذا بتّ فهذا بتّى |
|
مقيّظ مصيّف مشتّى (٣) |
البتّ : الكساء.
انتهت الحكاية عن سيبويه.
فمن ذلك قوله تعالى : (الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (٤) ف «ذلك» مبتدأ ؛ و «الكتاب» عطف بيان ، أي جمع أنه لا شك فيه ، وأنه هدى.
وكان أبو علىّ يقول : إنك إذا قلت : هذا حلو حامض ، فالعائد إلى المبتدأ ضمير من مجموعهما. ألا ترى أنهم فسروه بقولهم : هذا مزّ.
وكان عثمان يقول : قد قال هذا. وعندى أن الضمير يعود إليه من كل واحد منهما.
وبينهما كلام طويل ذكرته فى «الاختلاف».
ومن ذلك قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٥) ف «الذين كفروا» اسم «إن» بمنزلة المبتدأ. و «سواء عليهم» ابتداء. وقوله «أأنذرتهم أم لم تنذرهم» استفهام بمعنى الخبر فى موضع الرفع : خبر «سواء». والتقدير : سواء عليهم الإنذار وترك الإنذار. والجملة خبر «الذين». وقوله (لا يُؤْمِنُونَ) جملة أخرى خبر بعد خبر ، أي : إن الذين كفروا فيما مضى يستوى عليهم الإنذار وترك الإنذار ، لا يؤمنون فى المستقبل.
__________________
(١) في الكتاب : «الراجز».
(٢) في اللسان (مادة بت) : «من كان».
(٣) زاد في اللسان : «تخذته من نعجات ست».
(٤) البقرة : ١ و ٢.
(٥) البقرة : ٦.