إما أن يكون راجعا إلى «الناس» من قوله (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) (١) ، أو إلى (أَحَدٍ) (٢).
فإن كان راجعا إلى «الناس» فلا تعلق له بقوله (فَلا تَكْفُرْ) ، لأنه لا معنى لقوله (فَيَتَعَلَّمُونَ) إذا كان فعل الغير أن يحمل على (فَلا تَكْفُرْ) ، لفساده فى المعنى.
وإن كان راجعا إلى (أَحَدٍ) لم يكن (فَيَتَعَلَّمُونَ) أيضا جوابا لقوله (فَلا تَكْفُرْ) ، لأن التقدير : لا يكن كفر فتعلم. / والمعنى : إن يكن كفر يكن تعلم ، وهذا غير صحيح ، ألا ترى أنه يجوز أن يكفر ولا يتعلم ، فليس الأول سببا للثانى ، فإذا لم يجز ذلك لم يخل من أحد أمرين :
إما أن تجعل الفعل معطوفا بالفاء على فعل قبله ؛ وإما أن نجعله خبرا لمبتدأ محذوف.
والفعل الذي قبله لا يخلو من أن يكون (كَفَرُوا) أو (يُعَلِّمُونَ) أو (يُعَلِّمانِ) ، أو فعلا مقدرا محذوفا من اللفظ ، وهو «يأبون». فإن عطفت على «كفروا» جاز ، ويكون موضعه رفعا كموضع «كفروا».
وإن عطفت على (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) فيتعلّمون ، جاز. و (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) يجوز أن يكون منصوبا على الحال من الواو فى (كَفَرُوا). ويجوز أن يكون بدلا عن (كَفَرُوا) ، لأن تعليم السحر كفر.
__________________
(١) البقرة : ١٠٢.