(وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (١) والذين جاءوا من بعدهم الأنصار. و «الذين» فى موضع جر ، لأنه معطوف / على قوله (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ) (٢) ، ففى الآية دلالة من وجهين على أن المهاجرين هم السابقون : فى قوله (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) (٣) وقوله / : (الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (٤).
وعلى هذا ما روى عن خالد بن الوليد أنه قال لعماّر : إن كنت أقدم منى سابقة فليس لك أن تنازعنى. فالسابقون على هذا هم المهاجرون من دون الأنصار. ويقوّى ذلك ما روى من قوله عليهالسلام : لو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار.
ووجه الجر فى (الْأَنْصارِ) أن يجعل (الْأَنْصارِ) مع المهاجرين السابقين. والمعنى: أن كلا القبيلين سبقوا غيرهم ممن تأخر عن الإيمان إلى الإيمان.
ويقوّى هذه القراءة أن فى بعض الحروف : «من المهاجرين ومن الأنصار». حكاه أبو الحسن.
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ) يجوز أن يكون مبتدأ ويكون الخبر (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ).
ويجوز أن يكون : (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ) عطفا على الصّنفين المتقدمين.
وإذا رفعت (الْأَنْصارِ) بالابتداء يكون التقدير : هؤلاء فى الجنة. فأضمر الخبر.
__________________
(١) الحشر : ١٠.
(٢) الحشر : ٨.