فأما قوله : (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) (١) فمتعلّق «فى» بقوله : «فى كتاب» ويكون ذو الحال (إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ).
وفى قوله : (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) ذكر من الفاعل الظاهر. ولا شىء فى قوله : (فِي كِتابٍ) لارتفاع الظاهر به فى القولين.
والمعنى : ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا مكتوبا ، بتيسير ذلك على الله من قبل أن نبرأها.
ويجوز فى قوله : (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) أن يتعلق بما دل عليه ما تقدم قبل (إِلَّا) ، فيكون المعنى : ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم من قبل أن نبرأها إلا فى كتاب ، تيسير ذلك على الله.
ونظير هذا المعنى قوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) (٢).
ومثله قول الأعشى :
ولا قائلا إلّا هو المتعتّبا (٣)
ولا يمتنع هذا الوجه من أجل الفصل الذي وقع بين الفاعل وما ارتفع به بذلك ، لأنه مما يلابسه ، فلا يتنزّل منزلة الأجنبى منه. ومع ذلك فالظرف أحمل للفصل من غيره. انتهت الحكاية عن أبى على ، وفيه غير سهو :
__________________
(١) الحديد : ٢٢.
(٢) النحل : ٤٣.
(٣) صدره : وليس بجيرا إن أتى الحق خائفا