وهذه (١) الميم مخفاة ، غير مدغمة فى الباء بتة ، وليست بمظهرة كإظهارها فى قولهم : شاة زنماء وأنملة.
لأن إدغامها هناك يتوهم / معه أنه من المضاعف بخلاف قولهم : امّحى وادّخل. لأن المثال : انفعل. وليس فى الكلام إفعل.
ومن المشاكلة أيضا : قوله : (وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها) (٢) فنصبوا «رهبانية» فى الاختيار وسعة الكلام ، بفعل مضمر ، ليطابق الفعل المصدر به الكلام.
ومثله لو وقع ابتداء اختير فيه الرفع دون النصب ، نحو : زيد ضربته.
ومثل الآية : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ) (٣).
فجاء «والظالمين» منصوبا بفعل مضمر ، ليطابق «يدخل».
على تقدير : يدخل من يشاء فى رحمته ، ويعذب الظالمين.
ومثله : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) (٤). فنصبوا «كلّا» بمضمر. لأنه قد تقدم : (فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) (٥).
__________________
(١) في الأصل : «وهذا الميم».
(٢) الحديد : ٢٧.
(٣) الإنسان : ٣١.
(٤) الفرقان : ٣٩.
(٥) الفرقان : ٣٦.