ففاعل «علم» الضمير على «كل» ولا يجىء على مذهب سيبويه.
وما جاء عليه التنزيل من هذا النحو ، أن يكون فاعل «علم الله» ، ولو كان كذلك لوجب أن ينصب «كل».
ألا ترى أنك تقول «يقوم زيد وزيدا أضرب غلامه» فتنصب «زيدا» لأن الذي من سببه منصوب.
وكذلك قوله : «كلّ قد علم» ولو كان فاعل «علم» اسم الله دون الضمير العائد إلى «كل» لنصب.
وكذلك قوله : (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (١) ففاعل «يرفع» الضمير العائد إلى «العمل الصّالح» ، و «العمل الصّالح» مبتدأ.
ولو كان فاعل «يرفعه» اسم الله أو «الكلم» على رفع الكلم العمل لوجب نصب العمل ، لأنه معطوف على «يصعد».
وكأن المعنى (٢) : والعمل الصالح يرفع الكلم الطّيّب ، فى رفعه الكلم ، أنه لا يحبط بالعمل السيّء ، ولا يرتفع إليه ، ويخلص من غير إحباط يقع عليه ، من أجل عمل سيىء. وذكّر الضمير فى يرفعه ، لأنه للكلم ، كشجرة وشجر.
__________________
(١) فاطر : ١٠.
(٢) في الأصل : «وكان والمعنى».