ونظيره فى الأعراف : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً) (١) أي : انقضاء ثلاثين. (وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (٢) والميقات هو الأربعون ، وإنما هو ميقات ووعد ، لما روى أن القديم سبحانه وتعالى وعده أن يكلّمه على الطّور.
فأما انتصاب «الأربعين» فى قوله : (فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) فذلك كقولك : تم القوم عشرين رجلا. والمعنى : تم القوم معدودين هذا العدد. وتم الميقات معدودا هذا العدد. فيكون «عشرين» حالا ، كما أن معدودين كذلك.
ونظيره قوله تعالى : (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) (٣) أي إتيان جانب الطور الأيمن ، فحذف المضاف الذي هو مفعول ثان وقام مقامه «جانب». وليس «جانب» ظرفا لأنه مخصوص ، كقوله :
فواعديه سرحتى مالك (٤)
أي إتيان سرحتى مالك.
ومن ذلك قوله تعالى : (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) (٥) أو صورته ، لأنهم لم يعبدوا العجل حقيقة من بعده ، أي من بعد خروجه.
وكذلك (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ) فى رأس التّسعين ، فإنه لم يكن فيه حياة كما يكون فى العجل حقيقة ، بل كان صورة مموّهة وصنعوه صورة العجل.
__________________
(١) الأعراف : ١٤٢.
(٢) طه : ٨٠.
(٣) صدر بيت لعمر بن أبي ربيعة. أو تمامه :
أو الربا بينهما أسهلا
وانظر الحاشية (٤ ص ١٠) من هذا الكتاب.
(٤) البقرة : ٥١.