فى كثير من نجواهم إلا فى انتجاء من أمر بصدقة. ويكون هذا على قياس قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى) (١). فهذا لا يكون من المنتجين ، ولكن على الانتجاء. وإنما قال أبو علّى : قد يكون نصبا على أصل الباب كقراءة ابن عامر (٢) : (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) (٣) وقوله تعالى : (إِلَّا امْرَأَتَكَ) (٤) إذا استثنيته من «أحد» ونصبته.
وأما قوله تعالى : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ) (٥) فالأظهر فيه أن تكون (ثلاثة) / وصفا لنجوى. والنّجوى هاهنا مثله فى قوله تعالى : (وَإِذْ هُمْ نَجْوى) (٦) ولا يكون جرّا بإضافة النجوى إليه ، كقوله تعالى : (لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ) (٧).
ومنه قوله تعالى : (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ) (٨) أي : لمسنا غيب السماء ورمناه.
ومنه قوله تعالى : (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) (٩) أي : إلى قول الملأ الأعلى ، وإلى كلام الملأ الأعلى. كقوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها) (١٠) أي : ذوات أسماء.
__________________
(١) المجادلة : ٨.
(٢) هو عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي المقرئ. ولد سنة ٢١ من الهجرة. وكانت وفاته سنة ١٢٠ ه (التهذيب ٥ : ٢٧٤).
(٣) النساء : ٦٦.
(٤) هود : ٨١ والآية : (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ).
(٥) المجادلة : ٧.
(٦) الإسراء : ٤٧.
(٧) الزخرف : ٨٠.
(٨) الجن : ٨.
(٩) الصافات : ٨.
(١٠) النجم : ٢٣ ، سبأ : ٣.