ومن ذلك قوله تعالى : (كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (١) أي : دخول جنات الفردوس ، ف «نزلا» ، حال من الضمير المجرور فيمن جعلها جمع نازل. ومن جعله كقوله : (هذا نُزُلُهُمْ) (٢) كان خبرا ، والتقدير : كانت لهم ثمر الجنات ، فحذف المضاف.
ومن ذلك قوله تعالى : (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (٣) أي : كما بدأ خلقكم تعودون. أي : يعود خلقكم عودا كبدئه. والخلق : اسم الحدث ، لا الذي يراد به المخلوق.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (٤) أي : كان الانفاق ذا قوام بين ذلك.
وإن شئت علّقت الظرف بما دلّ عليه القوام ، كأنه : [قال] (٥) : مستقيما بين الإسراف والإقتار ، فلا تجعله متقدما على المصدر وما يجرى مجراه ، لأن ذلك لا يستقيم.
وإن شئت علّقته [به] (٦) فكان على هذا النّحو.
وإن شئت علّقته بمحذوف جعلته الخبر ، كأنه قال : بين الإسراف أو التبذير والإقتار ، فأفرد ذلك كما أفرد فى قوله : (عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) (٧) وكلا «ذلك» وجه حسن.
ومن ذلك قوله تعالى : (حَسِبَتْهُ لُجَّةً) (٨) أي : حسبت صحن الصّرح من القوارير ماء ذا لجة.
__________________
(١) الكهف : ١٠٧.
(٢) الواقعة : ٥٦.
(٣) الأعراف : ٢٩.
(٤) الفرقان : ٦٧.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) البقرة : ٦٨.
(٧) النمل : ٤٤.