للإنسان ، والمراد به الجنس فجمع الضمير للمعنى ويؤيده قراءة ابن كثير وابن عامر والبصريين بالياء فيهما.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) بهية متهللة.
(إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) تراه مستغرقة في مطالعة جماله بحيث تغفل عما سواه ولذلك قدم المفعول ، وليس هذا في كل الأحوال حتى ينافيه نظرها إلى غيره ، وقيل منتظرة إنعامه ورد بأن الانتظار لا يسند إلى الوجه وتفسيره بالجملة خلاف الظاهر ، وأن المستعمل بمعناه لا يتعدى بإلى وقول الشاعر :
وإذا نظرت إليك من ملك |
|
والبحر دونك زدتني نعما |
بمعنى السؤال فإن الانتظار لا يستعقب العطاء.
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (٢٤) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ)(٢٥)
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ) شديدة العبوس والباسل أبلغ من الباسر لكنه غلب في الشجاع إذا اشتد كلوحه.
(تَظُنُ) تتوقع أربابها. (أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) داهية تكسر الفقار.
(كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ)(٢٧)
(كَلَّا) ردع عن إيثار الدنيا على الآخرة (إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) إذا بلغت النفس أعالي الصدر وإضمارها من غير ذكر لدلالة الكلام عليها.
(وَقِيلَ مَنْ راقٍ) وقال حاضر وصاحبها من يرقيه مما به من الرقية ، أو قال ملائكة الموت أيكم يرقى بروحه ملائكة الرحمة ، أو ملائكة العذاب من الرقي.
(وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (٢٨) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ)(٣٠)
(وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) وظن المحتضر أن الذي نزل به فراق الدنيا ومحابها.
(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) والتوت ساقه بساقه فلا يقدر على تحريكهما ، أو شدة فراق الدنيا بشدة خوف الآخرة.
(إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) سوقه إلى الله تعالى وحكمه.
(فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى)(٣٣)
(فَلا صَدَّقَ) ما يجب تصديقه ، أو فلا صدق ماله أي فلا زكاه. (وَلا صَلَّى) ما فرض عليه والضمير فيهما للإنسان المذكور في (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ).
(وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) عن الطاعة.
(ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) يتبختر افتخارا بذلك من المط ، فإن المتبختر يمد خطاه فيكون أصله يتمطط ، أو من المطا وهو الظهر فإنه يلويه.
(أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٣٥)
(أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) ويل لك من الولي ، وأصله أولاك الله ما تكرهه واللام مزيدة كما في (رَدِفَ لَكُمْ) أو (أَوْلى لَكَ) الهلاك. وقيل أفعل من الويل بعد القلب أدنى من أدون ، أو فعلى من آل يؤول بمعنى عقباك النار.