تطالبوا لم يتصادفوا.
(ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (٧٦)
(ذلِكُمْ) الإضلال. (بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ) تبطرون وتتكبرون. (بِغَيْرِ الْحَقِ) وهو الشرك والطغيان. (وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) تتوسعون في الفرح ، والعدول إلى الخطاب للمبالغة في التوبيخ.
(ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) الأبواب السبعة المقسومة لكم. (خالِدِينَ فِيها) مقدرين الخلود. (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) عن الحق جهنم ، وكان مقتضى النظم فبئس مدخل المتكبرين ولكن لما كان الدخول المقيد بالخلود بسبب الثواء عبر بالمثوى.
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (٧٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ)(٧٨)
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بهلاك الكافرين. (حَقٌ) كائن لا محالة. (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ) فإن نرك ، وما مزيدة لتأكيد الشرطية ولذلك لحقت النون الفعل ولا تلحق مع إن وحدها. (بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) وهو القتل والأسر. (أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ) قبل أن تراه. (فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم ، وهو جواب (نَتَوَفَّيَنَّكَ) ، وجواب (نُرِيَنَّكَ) محذوف مثل فذاك ، ويجوز أن يكون جوابا لهما بمعنى إن نعذبهم في حياتك أو لم نعذبهم فإنا نعذبهم في الآخرة أشد العذاب ، ويدل على شدته الاقتصار بذكر الرجوع في هذا المعرض.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) إذ قيل عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، والمذكور قصصهم أشخاص معدودة. (وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) فإن المعجزات عطايا قسمها بينهم على ما اقتضته حكمته كسائر القسم ، ليس لهم اختيار في إيثار بعضها والاستبداد بإتيان المقترح بها. (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ) بالعذاب في الدنيا أو الآخرة. (قُضِيَ بِالْحَقِ) بإنجاء المحق وتعذيب المبطل. (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) المعاندون باقتراح الآيات بعد ظهور ما يغنيهم عنها.
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ)(٨١)
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ) فإن من جنسها ما يؤكل كالغنم ومنها ما يؤكل ويركب كالإبل والبقر.
(وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ) كالألبان والجلود والأوبار. (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) بالمسافرة عليها. (وَعَلَيْها) في البر. (وَعَلَى الْفُلْكِ) في البحر. (تُحْمَلُونَ) وإنما قال (وَعَلَى الْفُلْكِ) ولم يقل في الفلك للمزاوجة ، وتغيير النظم في الأكل لأنه في حيز الضرورة. وقيل لأنه يقصد به التعيش وهو من الضروريات والتلذذ والركوب والمسافرة عليها قد تكون لأغراض دينية واجبة أو مندوبة ، أو للفرق بين العين والمنفعة.
(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) دلائله الدالة على كمال قدرته وفرط رحمته. (فَأَيَّ آياتِ اللهِ) أي فأي آية من تلك