(فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ) يجري ماؤها ولا ينقطع والتنكير للتعظيم.
(فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ) رفيعة السمك أو القدر.
(وَأَكْوابٌ) جمع كوب وهي آنية لا عروة لها. (مَوْضُوعَةٌ) بين أيديهم.
(وَنَمارِقُ) وسائد جمع نمرقة بالفتح والضم. (مَصْفُوفَةٌ) بعضها إلى بعض.
(وَزَرابِيُ) بسط فاخرة جمع زربية. (مَبْثُوثَةٌ) مبسوطة.
(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)(١٨)
(أَفَلا يَنْظُرُونَ) نظر اعتبار. (إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) خلقا دالا على كمال قدرته وحسن تدبيره حيث خلقها لجر الأثقال إلى البلاد النائية ، فجعلها عظيمة باركة للحمل ناهضة بالحمل منقادة لمن اقتادها طوال الأعناق لينوء بالأوقار ، ترعى كل نابت وتحتمل العطش إلى عشر فصاعدا ليتأتى لها قطع البوادي والمفاوز ، مع مالها من منافع أخرى ولذلك خصت بالذكر لبيان الآيات المنبثة في الحيوانات التي هي أشرف المركبات وأكثرها صنعا ، ولأنها أعجب ما عند العرب من هذا النوع. وقيل المراد بها السحاب على الاستعارة.
(وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) بلا عمد.
(وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)(٢٠)
(وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) فهي راسخة لا تميل.
(وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) بسطت حتى صارت مهادا ، وقرئ الأفعال الأربعة على بناء الفاعل المتكلم وحذف الراجع المنصوب ، والمعنى (أَفَلا يَنْظُرُونَ) إلى أنواع المخلوقات من البسائط والمركبات ليتحققوا كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى ، فلا ينكروا اقتداره على البعث ولذلك عقب به أمر المعاد ورتب عليه الأمر بالتذكير فقال :
(فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (٢٢) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ)(٢٤)
(فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ) فلا عليك إن لم ينظروا ولم يذكروا إذ ما عليك إلا البلاغ.
(لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) بمتسلط ، وعن الكسائي بالسين على الأصل وحمزة بالإشمام.
(إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) لكن من تولى وكفر.
(فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) يعني عذاب الآخرة. وقيل متصل فإن جهاد الكفار وقتلهم تسلط ، وكأنه أوعدهم بالجهاد في الدنيا وعذاب النار في الآخرة وقيل هو استثناء من قوله (فَذَكِّرْ) أي فذكر إلا من تولى وأصر فاستحق العذاب الأكبر ، وما بينهما اعتراض ويؤيد الأول أنه قرئ «ألا» على التنبيه.
(إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ)(٢٦)
(إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) رجوعهم ، وقرئ بالتشديد على أنه فيعال مصدر فيعل من الإياب ، أو فعال من الأوب قلبت واوه الأولى قلبها في ديوان ثم الثانية للإدغام.
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) في المحشر ، وتقديم الخبر للتخصيص والمبالغة في الوعيد.
عن النبي صلىاللهعليهوسلم «من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حسابا يسيرا».