الْكِفْلِ) ابن عم يسع أو بشر بن أيوب. واختلف في نبوته ولقبه فقيل فر إليه مائة نبي من بني إسرائيل من القتل فآواهم وكفلهم ، وقيل كفل بعمل رجل صالح كان يصلي كل يوم مائة صلاة (وَكُلٌ) أي وكلهم. (مِنَ الْأَخْيارِ).
(هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ) (٥١)
(هذا) إشارة إلى ما تقدم من أمورهم. (ذِكْرٌ) شرف لهم ، أو نوع من الذكر وهو القرآن. ثم شرع في بيان ما أعد لهم ولأمثالهم فقال : (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ) مرجع.
(جَنَّاتِ عَدْنٍ) عطف بيان (لَحُسْنَ مَآبٍ) وهو من الأعلام الغالبة لقوله (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) وانتصب عنها. (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) على الحال والعامل فيها ما في المتقين من معنى الفعل ، وقرئتا مرفوعتين على الابتداء والخبر أو أنهما خبران لمحذوف.
(مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ) حالان متعاقبان أو متداخلان من الضمير في لهم لا من المتقين للفصل ، والأظهر أن يدعون استئناف لبيان حالهم فيها ومتكئين حال من ضميره ، والاقتصار على الفاكهة للإشعار بأن مطاعمهم لمحض التلذذ ، فإن التغذي للتحلل ولا تحلل ثمة.
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (٥٢) هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ)(٥٤)
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ) لا ينظرون إلى غير أزواجهن. (أَتْرابٌ) لذات لهم فإن التحاب بين الأقران أثبت ، أو بعضهن لبعض لا عجوز فيهن ولا صبية ، واشتقاقه من التراب فإنه يمسهن في وقت واحد.
(هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ) لأجله فإن الحساب علة الوصول إلى الجزاء ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء ليوافق ما قبله.
(إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) انقطاع.
(هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ)(٥٨)
(هذا) أي الأمر هذا أو هذا كما ذكر أو خذ هذا. (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ).
(جَهَنَّمَ) إعرابه ما سبق. (يَصْلَوْنَها) حال من جهنم. (فَبِئْسَ الْمِهادُ) المهد والمفترش ، مستعار من فراش النائم والمخصوص بالذم محذوف وهو (جَهَنَّمَ) لقوله (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ).
(هذا فَلْيَذُوقُوهُ) ، أي ليذوقوا هذا فليذوقوه ، أو العذاب هذا فليذوقوه ، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره : (حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) وهو على الأولين خبر محذوف أي هو (حَمِيمٌ) ، والغساق ما يغسق من صديد أهل النار من غسقت العين إذا سال دمعها ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي (غَسَّاقٌ) بتشديد السين.
(وَآخَرُ) أي مذوق أو عذاب آخر ، وقرأ البصريان «وأخرى» أي ومذوقات أو أنواع عذاب أخر. (مِنْ شَكْلِهِ) من مثل هذا المذوق أو العذاب في الشدة ، وتوحيد الضمير على أنه لما ذكر أو للشراب الشامل للحميم والغساق أو للغساق. وقرئ بالكسر وهو لغة. (أَزْواجٌ) أجناس خبر ل (آخَرُ) أو صفة له أو للثلاثة ، أو مرتفع بالجار والخبر محذوف مثل لهم.