من غادرٍ لم أكن
يوماً أُسرّ به |
|
غدرا وما الغدر
من شأن الفتى العربي |
وحافظ العهد
يبدي صفحتي فرح |
|
للكاشحين ويخفى
وجد مكتئب |
بانوا قباباً
وأحباباً تصونهم |
|
عن النواظر
أطراف القنا السلب |
وخلّفوا عاشقاً
ملقى رمى خلساً |
|
بطرفه خدر مَن
يهوى فلم يصب |
ألقى النحول
عليه برده فغدا |
|
كأنه ما نسوا في
الدار من طنب |
لهفي لما
استودعت تلك القباب وما |
|
حجبن من قضبٍ
عنا ومن كثب |
من كل هيفاء
أعطاف هضيم حشى |
|
لعساء مرتشف
غراء منتقب |
كأنما ثغرها
وهنا وريقتها |
|
ما ضمت الكاس من
راح ومن حبب |
وفي الخدور بدور
لو برزن لنا |
|
برّدن كل حشى
بالوجد ملتهب |
وفي حشاي غليل
بات يضرمه |
|
شوق الى برد ذاك
الظلم والشنب |
يا راقد اللوعة
أهبب من كراك فقد |
|
بان الخليط ويا
مضني الغرام ثِب |
أما وعصر هوى
دبّ العزاء له |
|
ريب المنون وغالته
يد النوب |
لاشرقن بدمعي إن
نأت بهم |
|
دار ولم أقض ما
في النفس من أرب |
ليس العجيب بأن
لم يبق لي جلد |
|
لكن بقائي وقد
بانوا من العجب |
شيتُ ابن عشرين
عاماً والفراق له |
|
سهم متى ما يصب
شمل الفتى يشب |
ما هزّ عطفي من
شوق الى وطني |
|
ولا اعتراني من
وجد ومن طرب |
مثل اشتياقي من
بُعد ومنتزح |
|
الى الغري وما
فهي من الحسب |
أزكى ثرى ضمّ
أزكى العالمين فذا |
|
خير الرجال وهذا
أشرف الترب |
إن كان عن ناظري
بالغيب محتجبا |
|
فإنه عن ضميري
غير محتجب |
مرّت عليه ضروع
المزن رائحة |
|
من الجنوب
فروّته من الحلب |
من كل مقربة
إقراب مرزمةٍ |
|
ارزام صادية
الازواد والقرب |
يذيبها حرّ
نيران البروق وما |
|
لهن تحت سجاليها
من اللهب |
بل جاد ما ضم
ذاك الترب من شرف |
|
مزنَ المدامع من
جار ومنسكب |
تهفو اشتياقا
إليه كل جارحة |
|
مني ولا مثلما
تجتاح في رحب |
ولو تكون لي
الايام مسعدة |
|
لطاب لي عنده
بعدي ومقتربي |