حذوه واقتفى أثره واعترف في خطبته بفضله وانه الذي أرشده الى سلوك ذلك المنهج وعبّر عنه هنالك ببديع الزمان وعلامة همدان وقد صحب الصاحب الكبير اسماعيل بن عباد الوزير الى ان صار من خواصه وندمائه ، وله ديوان شعر مشهور ومن شعره قوله من قصيدة طويلة :
وكان يحكيك صوب
الغيث منسكبا |
|
لو كان طلق
المحيا يمطر الذهبا |
والدهر لو لم
يخُن والشمس لو نطقت |
|
والليث لو لم
يصُد والبحر لو عذبا |
ومن شعره في ذم همدان :
همدان لي بلد
أقول بفضله |
|
لكنه من اقبح
البلدان |
صبيانه في القبح
مثل شيوخه |
|
وشيوخه في العقل
كالصبيان |
قال جرجي زيدان في آداب اللغة العربية : وكان سريع الخاطر قوي البديهة يقترح عليه نظم القصيدة أو إنشاء الرسالة فيفرغ منها في الوقت والساعة وربما يكتب الكتاب المقترح عليه فيبتدأ بآخر سطر منه وهلم جر الى الأول وله من المؤلفات ، رسائل مجموعة في كتاب يعرف برسائل بديع الزمان طبعت في الآستانة سنة ١٢٩٨ هـ وفي بيروت سنة ١٨٩٠ م وديوان شعر منه نسخة خطية في مكتبة باريس وقد طبع بمصر سنة ١٣٢١ هـ ومقامات تعرف باسمه وهي أقدم كتاب وصل الينا في هذا الفن عن فنون اللغة.
وقال في ارجوزة :
يا آل عصم انتم
أولوا العِصم |
|
لم توسموا إلا
بنيران الكرم |
لا ينزع الله
سرابيل النعم |
|
عنكم فلا تخطوا
بها دون الامم |
طابت مبانيكم
وطبتم لا جرم |
|
يا سادة السيف
وأرباب القلم |
تهمى سجاياكم
بعقيان ودم |
|
انتم فصاح ما
خلا في لا ولم |
الجار والعرض
لديكم في حرم |
|
والمال للآمال
نهب مقتسم |