كثير من الأشخاص الذين يمارسون العلاقات غير الشرعية إلى جانب العلاقات الشرعية بفعل الحاجة الملحة تارة ، أو بفعل وضع طارئ طورا ، بل ربما نستطيع تقرير أن التعدد يمثل وضعا تاريخيا عاما في نطاق العلاقات الشرعية وغير الشرعية ، والأمر الذي يعطينا الفكرة التي تعتبره حالة إنسانية عامة ، سواء في ذلك المجتمعات البدائية التي لا زالت تمارسه حتى الآن ، أو المجتمعات المتحضرة التي تنكر التعدد قانونا ، ولكنها تمارسه بطريقة واقعية.
أما حكاية تشجيع الشهوانية في حركة الغريزة لدى الرجل ، والاقتراب به من الحيوانية بعيدا عن الجانب الروحي ، فهي حكاية تستلهم المثالية ولا تنطلق من النظرة الواقعية للأشياء ؛ فإن الإسلام لم يطلب من الإنسان خنق غريزته واعتبارها شرا وعيبا وانحطاطا ، بل اعتبرها حاجة طبيعية ، تماما كحاجته إلى الأكل والشرب ، وعمل على تنظيمها في حدودها الطبيعية ، فلم يرد للإنسان الوقوع في الحرج ليتعقّد أو ينحرف ، بل أراد له الاستقامة في وضع طبيعيّ من خلال الممارسة المتوازنة ؛ وترك له ـ بعد ذلك ـ حرية الاختيار بين أن يأخذ بالرخصة فيلبي نداء غريزته بشكل منظّم ، وبين أن يقتصر على الحد الأدنى مع قدرته على الحد الأقصى بالوسائل الشرعية ؛ فإن هناك فرقا بين أن تمارس الضغط على غرائزك من قاعدة الإلزام ، وبين أن تمارسها من قاعدة الرخصة ، بهدف تجنّب مشاعر الحرج والضيق النفسي.
أمّا حكاية تحويل المرأة إلى مجرد أداة لمتعة الرجال ، فهي حكاية لا تثبت أمام النقد ، لأن الجنس حاجة ذاتية لكل منهما ، في حالة التعدد أو الوحدة. فإذا اعتبرنا هذه الفكرة في هذا الاتجاه ، كان لا بد لنا من إلغاء أصل الزواج.
وخلاصة الفكرة ، أن الإسلام دين واقعيّ يعمل على حل المشكلة وفق