لما ذكرتم. فثبت أن علة صحة المخلوقية هى الوجود. والله تعالى موجود ، فوجب صحة كونه تعالى مخلوقا. ولما بطل هذا الكلام ، فكذا ما ذكرتم.
فهذا ما عندى من الأسئلة على هذا الدليل. وأنا غير قادر على الأجوبة عنها ، فمن أجاب عنها ، أمكنه أن يتمسك بهذا الدليل.
* * *
ولنختم هذه الفصل بخاتمة ، وهى أنا نقول : اعلم : أن الدليل العقلى المعلول عليه فى هذه المسألة هذا الّذي أوردناه ، وأوردنا عليه هذه الأسئلة واعترفنا بالعجز عن الجواب عنها.
اذا عرفت هذا فنقول : مذهبنا فى هذه المسألة ما اختاره الشيخ «أبو منصور (٤) الماتريدي السمرقندى» وهو أنا لا نثبت صحة رؤية الله تعالى بالدليل العقلى ، بل نتمسك فى هذه المسألة بظواهر القرآن والأحاديث (٥). فان أراد الخصم تعليل هذه الدلائل ، وصرفها عن ظواهرها بوجوه عقلية ، يتمسك بها فى نفى الرؤية : اعترضنا على دلائلهم ، وبينا ضعفها ، ومنعناهم عن تأويل هذه الظواهر.
فهذا مجموع المقدمات التى يجب تقديمها قبل الخوض فى الدلائل.
الفصل الثالث
فى
ذكر الدلائل الدالة على جواز رؤية الله تعالى
الحجة الأولى : ان موسى عليهالسلام سأل الرؤية فى قوله :
__________________
(٤) أبو نصر : ا
(٥) رؤية الله تعالى جاءت فى القرآن على طريقة المحكم والمتشابه. فالحكم هو (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) ويسنده قول الله تعالى