والجواب عن الشبهة الثانية : ان إرادة ايقاع الفعل عند مجىء الغد ، هو نفس القصد لايقاع الفعل عند مجىء الغد. والكلام فيه عين ما ذكرناه فى مسألة أن العلم بأن الشيء سيوجد ، نفس العلم بوجوده اذا وجد.
والجواب عن الشبهة الثالثة : انه لما كان ايجاد هذا الزمان المعين ، غير موقوف على زمان آخر ، فلم لا يجوز أن تكون إرادة احداثه ، لا تفتقر الى زمان آخر؟
والجواب عن الشبهة الرابعة : ما قدمناه فى مسألة اثبات القدرة.
الفصل الثالث
فى
شرح مذاهب الناس فى كونه تعالى مريدا
اعلم : أن المفهوم من كونه تعالى مريدا. اما أن يكون صفة سلبية أو ثبوتية. أما القول بأنه أمر سلبى فهذا هو المنقول عن «النجار» أنه قال : «معنى كونه تعالى مريدا : أنه غير مقهور ولا مغلوب» (٧) وأما الذين فسروه بمعنى ثبوتى. فذلك المعنى اما أن يكون معللا بذاته أو بمعنى.
أما الأول ـ فهو القول الثانى ل «النجار» وذلك أنه قال : انه تعالى مريد لذاته. وأما الذين قالوا : المريدية معللة بمعنى ، فذلك المعنى اما أن يكون قديما قائما بذات الله تعالى. وهذا هو قول اصحابنا. واما أن يكون محدثا. وعلى هذا التقدير فهذه الإرادة المحدثة. اما أن تكون قائمة بذات الله تعالى ـ وهو قول الكرامية ـ
__________________
(٧) مستكره : ب