المسألة الثّامنة عشرة
فى
بقاء الله تعالى
والكلام فيه مرتب على فصلين :
الفصل الأول
فى
حقيقة البقاء
اعلم : أن الشيء اذا كان معدوما ، ثم صار موجودا. فوجوده فى الزمان الأول هو الحدوث ، ثم وجوده فى الّذي بعد ذلك هو البقاء.
وأكثر المحققين اتفقوا على أن الحدوث لا يمكن أن يكون صفة زائدة على ذات الحادث. وأما البقاء. فقد اختلفوا فى أنه هل هو زائد على ذات الباقى أم لا؟ فذهب «القاضى أبو بكر» و «امام الحرمين» ـ من أصحابنا ـ وجمهور معتزلة البصرة الى أن كون الباقى باقيا ، ليس صفة زائدة على الذات. وذهب «الشيخ أبو الحسن الأشعرى» وأكثر أتباعه ، وجمهور معتزلة بغداد ، الى أنه صفة زائدة على الذات.
واعلم : أن فى هذه المسألة أبحاثا ثلاثة :
البحث الأول : ان استمرار الذات. هل هو مفهوم زائد على الذات أم لا؟
فقال قوم : انه مفهوم زائد على الذات. وذلك لأن الذات كانت حاصلة فى الزمان الأول ، ولم يكن استمرار الذات حاصلا فى الزمان