(٩٧٦) ولعن العاضهة ، وهي السّاحرة.
قوله تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً) قال ابن قتيبة : أضمر في نفسه خوفا. وقال الزّجّاج : أصلها «خوفة» ولكنّ الواو قلبت ياء لانكسار ما قبلها. وفي خوفه قولان : أحدهما : أنه خوف الطّبع البشري. والثاني : أنه لمّا رأى سحرهم من جنس ما أراهم في العصيّ ، خاف أن يلتبس على الناس أمره ، ولا يؤمنوا ، فقيل له : (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) عليهم بالظّفر والغلبة. وهذا أصحّ من الأوّل. قوله تعالى : (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ) يعني : العصا (تَلْقَفْ) وقرأ ابن عامر : «تلقّف ما» برفع الفاء وتشديد القاف. وروى حفص عن عاصم : «تلقف» خفيفة. وكان ابن كثير يشدّد التاء من «تلقف» يريد : «تتلقّف». وقرأ ابن مسعود ، وأبيّ بن كعب ، وسعيد بن جبير ، وأبو رجاء : «تلقم» بالميم. وقد شرحنا هذا في سورة الأعراف (١) ، (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) قرأ حمزة ، والكسائي وخلف «كيد سحر» وقرأ الباقون «كيد ساحر» بألف والمعنى إنّ الذي صنعوا كيد ساحر» ، أي : عمل ساحر. وقرأ ابن مسعود ، وأبو عمران الجوني : «إنما صنعوا كيد» بنصب الدال. (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ) قال ابن عباس : لا يسعد حيثما كان (٢). وقيل : لا يفوز.
(٩٧٧) وروى جندب بن عبد الله البجلي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا أخذتم السّاحر فاقتلوه ، ثمّ قرأ (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى) ، قال : «لا يأمن حيث وجد».
قوله تعالى : (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ) قرأ ابن كثير ، وحفص عن عاصم ، وورش عن نافع : «آمنتم له» على لفظ الخبر. وقرأ نافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، «آمنتم له» بهمزة ممدودة. وقرأ حمزة ، والكسائيّ ، وأبو بكر عن عاصم : «أآمنتم له» بهمزتين الثانية ممدودة. قوله تعالى : (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ) قال ابن عباس : معلّمكم. قال الكسائيّ : الصبيّ بالحجاز إذا جاء عند معلّمه ، قال : جئت من عند كبيري. قوله تعالى : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) «في» بمعنى «على» ، ومثله : (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ) (٣). (وَلَتَعْلَمُنَ) أيّها
____________________________________
رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخيّل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ، ثم قال : «يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟ فقال : مطبوب قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر ، قال : وأين هو؟ قال : في بئر ذروان. فأتاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ناس من أصحابه فجاء ، فقال : «يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحنّاء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين» قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال : «قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا» فأمر بها فدفنت. لفظ البخاري.
(٩٧٦) ضعيف. أخرجه ابن عدي في «الكامل» ٣ / ٣٣٩ من حديث ابن عباس ، وفي إسناده زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام ، وكلاهما ضعيف. وقال الحافظ ابن حجر ٢ / ٥٩٠ في «تخريجه» : وله شاهد عند عبد الرزاق من رواية ابن جريج عن عطاء اه. وهذا مرسل ، فهو ضعيف.
(٩٧٧) ضعيف. أخرجه ابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» ٣ / ٢٠٠ عن الحسن البصري عن جندب البجلي مرفوعا ، وإسناده ضعيف ، الحسن لم يسمع من جندب كما في «المراسيل» لابن أبي حاتم ص ٤٢.
__________________
(١) سورة الأعراف : ١١٧.
(٢) تقدم الكلام عن حكم السحر في الإسلام في «سورة البقرة» عند الآية ١٠٢.
(٣) سورة الطور : ٣٨.