بمركباته وفرسانه.
وكتابهم يقول ان نصيح اسرائيل لا يكذب ولا يندم لأنه ليس إنسانا ليندم «١ صم ١٥ ، ٢٩» ، فلا بد أن يكون الله جل جلاله تمجد بفرعون كما وعد وأكد.
ولم تقل التوراة هاهنا ان الله تعالى شأنه حزن وندم على فعل الشر بفرعون كما قالته «تك ٦ ، ٦ و ٧» ولم تقل ان فرعون رجع الى مصر.
«وأما قول المتكلف : وأيدت التواريخ ان فرعون موسى لم يغرق لأنه لم يخرج مع جيشه» ، فما عسى أن أقول فيه؟ أقول انه لم يطلع مدة عمره على صراحة ما ذكرناه من نقل التوراة ان فرعون شد مركبته وأخذ قومه معه وسعى وراء بني اسرائيل واقترب منهم حتى أبصروه وهم في فم الحيروث في المنزل الذي عبروا منه في البحر ، أم أقول اطّلع عليه ولكنه يتخيل ان المسلمين لا يدرون بما ذكرناه عن توراته ، وان قومه يعذرونه في ذلك. أم أقول : انه يشير بغمز خفي الى ان التاريخ هو المعتبر دون صراحة توراته ، وان عهدة الجزم بأحد هذه الوجوه الثلاثة عائدة على معرفة المرسلين الامريكان الذين طبع الكتاب بمعرفتهم.
ثم ان المتكلف «يه ٢ ج ص ٦٣» والمتعرب «ذ» ٤١ و ٤٢ قد اعترضا على قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ).
وقالا ما حاصله ان هذا الكلام يقتضي ان الله نجى فرعون من الغرق وهو مناقض لقوله في سورة الاسراء ١٠٥ (فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً) ، وهنا قول المفسرين بأن معنى ننجيك ببدنك ننقذك من قعر البحر.
قلنا : لا مساغ لمن يعرف مفردات الكلام ويفهم تراكيبه أن يفسر الآية الكريمة بغير ما قاله المفسرون ، فانه مع تعليق النجاة بالبدن لا يحسن في الكلام ان يراد منها نجاة النفس ، ولو أراد ذلك واحد من الناس لعده أهل اللسان من الغالطين.
ألا ترى انه لو قال شخص أنجيت بدن فلان من البحر أو انحيته ببدنه