ولا يزوجون اذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله اذ هم أبناء القيامة «لو ٢٠ ، ٢٤ ، و ٢٧».
ومقتضى هذا الكلام ان القيامة مختصة بالأبرار الذين حسبوا أهلا للقيامة وهم أبناء الله ، وهذا مناقض لما تقدم في بيان قيام الاشرار أيضا للعذاب ودخول جهنم ، وقد أشرنا الى ما في هذا الكلام في الجزء الاول صحيفة ٢٣٤.
وعن بولس هكذا أيضا قيامة الاموات يزرع في فساد ويقام في عدم فساد يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا «١ كوه ١ ، ٤٢ ـ ٤٥».
ومقتضى هذا الكلام أيضا اختصاص القيامة بالأبرار الذين يقومون في مجد وقوة.
وفي العهد الجديد ان يوم الرب تزول فيه السموات وتنحل ملتهبة وتنحل العناصر وتذوب محترقة وتحترق الارض والمصنوعات فيها ولكنه وعد بسماوات جديدة وأرض جديدة يسكن فيها البر.
وينبغي أن يكون هذا اليوم هو يوم القيامة.
وفيه أيضا المسيح باكورة الراقدين ثم الذين للمسيح في مجيئه وبعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الأب متى ابطل كل رئاسة وكل سلطان وكل قوة لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه ، آخر عدو يبطل هو الموت لأنه أخضع كل شيء تحت قدميه ، ولكن حينما يقول ان كل شيء قد اخضع فواضح انه غير الذي اخضع له الكل ومتى اخضع له الكل ، فحينئذ الابن نفسه سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل «١ كو ١٥ ، ٢٣ ـ ٢٩».
ولم يتيسر لي فهم المراد والمحصل من هذا الكلام ، ولكنه يتألف منه برهان على ان المسيح المسمى بالابن هو غير الله لأنه يخضع لله والخاضع غير الذي يخضع له الكل.