حين قالوا ضربنا أمثالا (١) ، ولم يسأل عن معنى كلامهم ، وحكم عليهم بالاختلاف والتّناقض ، وقضى عليهم بالكذب (٢) ، كان جاهلا متعدّيا ظالما ، ضالا عن الحق ، تاركا (٣) للإنصاف. ومن تأمّل كلامهم ودعواهم ، وسأل عن معنى الامثال التى (٤) ادّعوها ، وبحث عن ذلك ، وجدهم صادقين وكان مصيبا منصفا عادلا هاديا ؛ لأنّهم رأوا فى البيت امرأة ، فكنوا عن ذكرها : وضرب أحدهم المثل بالنّعجة والآخر بالقارورة ؛ لانّ المرأة ، يكنى عن ذكرها بالنّعجة ، كما قال الله عزوجل فى قصة داود (ع) والملكين حين ضرب المثل ، فقال أحدهما «هذا أخى (٥) له تسع وتسعون نعجة ، ولى نعجة واحدة» ؛ وأشار إلى المعنى. فعرف داود (ع) معنى المثل وأنّهما نبّهاه (٦) لخطئه فى أمر (٧) أوريا (٨). ويقال للمرأة قارورة إذا (٩) كنى عنها ، كما روى عن النبي (ص) أنّه قال فى بعض أسفاره ، ورجل من أصحابه يحدو (١٠) بهم (١١) المطّى ، فقال له النبي (ص) : «اتّق القوارير» يعنى به النّساء ، وكنى عن ذكرهن وأراد (١٢) أن ينهاه أن يتكلّم فى حداه بكلام رقيق تسمعه (١٣) النّساء ، فتصبو قلوبهن ، لانّهنّ ضعاف (١٤) العقول ، وإذا لم يصنّ ، صبون ، وفسدت قلوبهن (١٥) ، مثل القوارير إذا لم تصن ، انكسرت. ويقال للمرأة أيضا بيضة ، على التّشبيه ، كما قال الشاعر :
وبيضة خدر لا يرام خباؤها |
|
تمتّعت من لهو بها غير معجل |
__________________
(١) امثالا : الامثال (٢) ـ بالكذب : باكذب B (٣) ـ تاركا : ركاC (٤) ـ التى : ـ B (٥) ـ اخى : ـ C (٦) ـ نبهاء : ينهاه A ، بنهاB (٧) ـ امر : امرأةB (٨) اوريا : روياA (٩) اذا : اذA (١٠) ـ يحدو : يحدواC (١١) بهم : ـ C (١٢) ـ اراد : اراA (١٣) ـ تسمعه : يسمعه ABC (١٤) ـ ضعاف : ضعفاءBC ـ (١٥) قلوبهن : + لانهن ضعفاء العقول B