الصّخرة فشرب منه الجماعة كلها ومواشيها (١). فهذا فى التوراة وتصديقه فى القرآن ؛ قال الله عزوجل : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ). فهذا شبيه بما فعله محمد (ص) فى هذا الباب.
(٨) ووجه آخر من أعلامه وهو دعاؤه على قوم (٢) فاستجاب الله له فيهم. من ذلك دعاؤه عليهالسلام على مضرحين آذوه وكذّبوه ، فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر ، ابعث عليهم سنين كسنين يوسف ؛ فاحتبس عنهم القطر وقحطوا حتى جفّ الشّجر والنّبات وهلك الخفّ (٣) والظلف (٤) وأكلوا العهن (٥) واشتووا القدّ.
ومن ذلك دعاؤه على عامر بن الطّفيل (٦) وأربد بن قيس ، كانا وفدا إليه عن بنى عامر فطلبا منه شرائط ولم (٧) يجبهما الى ذلك. فقال عامر بن الطفيل : والله لأملأنّها عليك خيلا ورجلا ، فدعا عليهما حين وليّا عنه وقال : «اللهم اكفنى عامرا وأهد (٨) بنى عامر (٩).» فلمّا كان ببعض الطّريق أرسل الله على عامر بن الطّفيل الطّاعون فمات فى بيت امرأة من بنى سلول (١٠) وهو يقول : أغدّة كغدّة البعير وموت فى بيت سلولية؟! وأرسل الله على أربد (١١) بن قيس صاعقة فأحرقته وفيه يقول لبيد بن ربيعة وكان أخاه لأمّه.
أخشى على أربد الحتوف ولا |
|
أرهب (١٢) نوء (١٣) السّماك والأسد |
فجّعنى (١٤) الرّعد والصّواعق بال |
|
فارس يوم الكريهة النّجد |
__________________
(١) ـ مواشيها : مواشيهم BC ـ (٢) ـ قوم : قومه C (٣) ـ الخف : الخلف B (٤) الظلف : انطلق A (٥) العهن : العلبزA ، العلهن B ، العلهزC (٦) ـ الطفيل : طفيل A (٧) ـ لم : لماA (٨) ـ اهد : اهلاB (٩) بنى عامر : بنى عامراA (١٠) ـ سلول : شلول C (١١) ـ اربد : زيدC (١٢) ـ ارهب : ارهبه C (١٣) نوء : بنوءB ، بنورC (١٤) ـ فجعنى : ففجعنى C