أورق (١) عليه غرارتان إحداهما سوداء والأخرى برقاء. فابتدر القوم الثنيّة (٢) فأول ما لقيهم الجمل كما وصفه وسألوهم عن الاناء فأخبروهم أنّهم (٣) وضعوه مملوء وغطّوا عليه وأنّهم لما هبّوا وجدوه فارغا مغطا. وسألوا القوم الآخرين وهم بمكّة عن خبر البعير الّذي ندلّهم (٤) فقالوا : ندلّنا بعير ، فسمعنا صوت (٥) رجل يدعونا إليه فأخذناه. فهذه من دلالاته (٦) التى نطق بها القرآن. ولما نزل (٧) ذلك سمعه المشركون ، وسمعوا هذه القصّة منه ، وطالبوه بذلك ؛ فكان حديثها ما ذكرناه (٨) والقرآن ينطق بأنّ ذلك كان بمحضر منهم.
ومن (٩) ذلك حديث انشقاق القمر وذلك أنّ أبا جهل قال لرسول الله (ص) أن كنت نبيّا فأت بآية كما آتت بها الرّسل لنؤمن لك ، فأت بآية من السّماء لا من الأرض! فدعا (ص) ربّه فانشقّ القمر والنقى طرفاه على جبل (١٠) أبى قبيس. فقال أبو جهل : يا معشر قريش إنّ محمّدا قد سحر القمر فانظروا من (١١) يقدم عليكم من النّواحى هل رأوا ما رأيتم؟ فكان من يقدم عليهم يحدثهم بانشقاق القمر. فقال أبو جهل. هذا سحر (١٢) ذاهب فى الدّنيا. فأنزل الله عزوجل : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) فهذا ما نطق به القرآن ؛ ولو لم يكن ذلك لطالبوه ولقالوا أين هذا الّذي تدّعى من انشقاق القمر ولكنهم شاهدوه ورأوه ، ويصحّح (١٣) ذلك قوله : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) ، فهذا يدل أنه قد كان وأنّهم قالوا إنّه سحر مستمر (١٤) لما رأوه
__________________
(١) ـ اورق : ورق B (٢) الثنية : إليه C (٣) ـ انهم : الهم B (٤) ـ ندلهم : يدلهم C (٥) ـ صوت : صورت B (٦) دلالاته : دلالةB ، دلالته C (٧) ـ نزل : نزلت C (٨) ذكرناه : ذكرناB (٩) ـ من : مثل B (١٠) ـ جبل : ـ C (١١) ـ من : ما من B (١٢) ـ سحر : + وB (١٣) ـ يصحح : يصح B (١٤) ـ فهذا ... مستمر : ـ B