أن فعله ليس بسحر. فاما (١) فرعون وقومه الذين جهلوا ذلك ، فلم (٢) يزدادوا (٣) إلّا طغيانا وكفرا وعتوّا واستكبارا ودفعوا تلك (٤) الآيات التى عاينوها وقالوا (٥) هو سحر ، وقالوا إنّ موسى كبيرهم الّذي علمهم السّحر. وهكذا فعل سائر الأمم بأنبيائهم ، كما فعلوا بعيسى حتى أحيا لهم الموتى وعمل (٦) تلك الجرائح العظيمة وعاينوها ، فقالوا : هذا سحر.
وهكذا فعلوا بمحمد (ص) كانوا يطالبونه (٧) الآيات ؛ وكلّما رأوا آية ، قالوا هذا سحر ، كما (٨) قالوا لما انشقّ القمر : (هذا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ). ثم عاندوه وطالبوه بأمور (٩) عظيمة فقالوا : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) (١٠) فكانوا يسألونه هذه الآيات (١١) العظام. فقال الله عزوجل : (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) أى أنّ هذه القوّة هى لله (١٢) عزوجل ، ولا يقدر أن يأتى بشيء منها إلّا ما يؤيّده الله به ، وأنّه يفعل ما يؤمر به. فان أعطاه الله آية أظهرها ، وإلّا لم (١٣) يسألها ؛ لأنّ الله عزوجل قد كان أعلمه أنّهم لا يؤمنون بالآيات وينسبونه إلى السّحر ، فقال عزوجل : (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) وقال : (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) وأعلمه عزوجل أنّ سبيله سبيل من تقدّمه من الأنبياء (ع) ، فقال : «قالوا
__________________
(١) فاما : فلماA (٢) فلم : لم ABC (٣) يزدادوا : يزدادC (٤) ـ تلك : ـ C (٥) وقالوا : قالواB (٦) ـ عمل : علم C (٧) ـ يطالبونه : يطالبون BC ـ (٨) ـ قالوا ... كما : ـ B (٩) ـ بامور : يا نورA (١٠) لك : ـ C (١١) ـ الآيات : الاوابدC (١٢) ـ لله : الله B (١٣) ـ لم : لمن : C