آباءهم فى لغاتهم فى جميع الأقاليم والجزائر. وكذلك كلّ نبىّ لمّا علّمه الله لغة (١) ، اقتدت (٢) به أمّته (٣) وتعلمت (٤) لغته (٥) ، كما نرى ونشاهد أنّ العجم لم تعرف لغة العرب إلّا النّبذ منهم اليسير. فلما قبلوا شريعة الاسلام أقبلوا على تعلم (٦) العربية حتى قد مهر بها أكثرهم تعلّما لا إلهاما. فهل رأيت عجميا ألهم لغة العرب من غير تعلّم كما قال الملحد : إنّه لو أراد أن يعلّم النّاس لغة لما قدر عليه ، إذا لم تكن سابقة ، وإنّه لا بدّ من الرّجوع إلى الالهام بتّة بتّة؟! فهذه العجم قد تعلّمت العربيّة ، ولم يكن لهم سابقة ، ولم يتكلّموا بها إلهاما بل تعلّما. وكذلك سبيل من يتعلّم لغة لم يعتدها (٧) ، أن يأخذها (٨) بالتعلّم (٩) ، لا بالهام. ولا بدّ أن يكون لكلّ لغة إمام قد علّمها الله إيّاه ، ثم يعلّمها النّاس ، كما قد ذكر أنّ أوّل من تكلّم بالعربيّة ، إسماعيل بن إبراهيم (ع) فتق الله بها لسانه وعلّمه إيّاها ، لأنّه كان نبيّا ؛ ثم علّمها هو ولده ، فأخذوها عنه تعلّما لا إلهاما ؛ على سبيل ما يعاين : أنّ العجم أخذتها عن (١٠) العرب تعلّما لا إلهاما ؛ وهذا واضح لا مرية فيه. وإذا وضحت الحجّة بالمشاهدة فى هذه اللّغة ، فهو دليل على أنّ سائر اللّغات هكذا كان سبيلها ، وأنّ البدء فيها كان من رجل واحد. وذلك الرّجل علّمه الله لغة ما ، فعلّمها (١١) هو من اقتدى به. وإذا وضح أنّ الفرع (١٢) هو تعلّم (١٣) وليس هو إلهام ، صح أنّ الأصل هو تعلّم لا إلهام. واذا صحّ أنّ ذلك الأصل الّذي هو من رجل واحد تعلّم ، ولم نجد له أوّلا ، صحّ (١٤) أنّ (١٥) ذلك الأوّل كان تعلّمه من خالق اللّغات ،
__________________
(١) ـ لغة : ـ A (٢) اقتدت : اقتدى ABC (٣) امته : امة : B (٤) تعلمت : تعلمواABC (٥) لغته : لغةB (٦) ـ تعلم : + لغةBC ـ (٧) ـ يعتدها : يتعديهاA ، يتعداهاB ، يعتدد لهاC (٨) ان يأخذها : يأخذA (٩) بالتعلم : بالتعليم C (١٠) عن : من BC ـ (١١) ـ فعلمها : تعلمهاA ، فعلهاB ، تعلمه C (١٢) ـ الفرع : الفراغ C (١٣) تعلم : التعلم C (١٤) ـ صح ... صح : ـ B (١٥) أن : ـ A