(٧) فأمّا القرابة بين المسلمين (١) وبين المجوس والمنّانيّة فكالفيل (٢) من ولد (٣) الأتان. فان زعم أنّ هذا ، لأنّ المنّانيّة والمجوس أقرّوا بالنبوّة كما أقرّ بها المسلمون ، قلنا : ليس كلّ من أقرّ بالأنبياء هو مصدّق فى جميع دعاويه ، ولا هو صادق مصيب فى بدعهم التى يبتدعونها. إنما نصدقه فى إقراره بالنبوة ، ونكذّبه فى هذه الترهات التى يبتدعونها. فان ادّعى الملحد أنّ من ادّعى لبثاغورس هذه الدّعوى ولأفلاطن وأرسطاطاليس هو متكذّب (٤) عليهم ، وأنّهم قد اختلفوا فى ذلك ، واختلفوا فى الأصول التى قد ذكرناها (٥) ، وذكرنا تناقض كلامهم وتكذيب بعضهم لبعض ، فلم احتجّ على أهل الملل بالخلاف ، والخلاف الّذي بين أئمّته هو فى القبح والشّناعة بحيث لا غاية وراءه. ولكنه لعله يحتج بحجّة قد كان ذكرها لى لأنّى ناظرته فى هذا الباب وطالبته وقلت له : الخلاف الّذي بينكم هو أقبح وأشنع مما تدعيه (٦) على أهل الشّرائع. فقال مجيبا : مثلنا ومثلكم فى (٧) هذا مثل رجلين اختصما فقال أحدهما لصاحبه : أليست (٨) أختك معروفة بالزّنا (٩)؟ فقال الآخر : يجوز ، فانّ ابنتك أيضا (١١) مشهورة (١٢) بالفجور. فكان هذا جوابه والتجأ إلى هذه السّخافة يريد بذلك أنّه يجوز (١٠) وإن اختلفنا (١٣) فقد اختلف أصحاب الشّرائع. قلت له : إذا كان الأمر هكذا ، فالتّمسك بشريعة محمّد (ص) أولى وأنفع فى العاجل والآجل. أما فى العاجل فحقن الدّم وتحصين المال والأهل وصيانة الفروج وتصحيح النّسب بالولادة الطّيبة بتزويج حلال ، فانّ ذلك أجمل فى المروءة لمن لا يعتقد
__________________
(١) لافلاطن ... المسلمين : ـ A (٢) ـ فكالفيل : كالفيل ABC (٣) من ولد : لولدB (٤) ـ متكذب : تكذب B (٥) ـ ذكرناها : + وذكرناهاA (٦) ـ تدعيه : يدعيه B (٧) ـ فى : + مثل A (٨) ـ أليست : أليس ABC (٩) بالزنى : بالزناBC ـ (١٠) ـ يجوز : يحوب B (١١) أيضا : ـ C (١٢) مشهورة : + مشهورةA (١٣) اختلفا : اختلفاC