فى شأن العقاقير (١) ، ومن يدّعى أنّهم عرفوها بالطّبع والفطنة ، كفاية. وهو جواب يجمع هؤلاء وأولئك ؛ لأنّ سبيل هؤلاء ، سبيل أولئك ، وفى ذلك مقنع لمن أنصف إن شاء الله تعالى. وبعد فانّا نقول : إن كان هؤلاء عرفوا من العقاقير (٢) فى هذه البلدان التى صاروا إليها ما لم يعرفه أفلاطن وجالينوس ، فهؤلاء قدوة لأفلاطن وجالينوس (٣). فاين أسماء هؤلاء الذين كانوا أشدّ عناية بهذا (٤) الشّأن من هذين الرّجلين ، وتحملوا من المشقّة ما لم يتحمّله هذان الرجلان؟ وأين تلك العقاقير التى جلبوها من هذه البلدان؟ ولم (٥) لم تنسب إليهم كما نسبت (٦) كتب أفلاطن وجالينوس إليهما؟ ومحصول هذه الدّعاوى أنها زخارف وأكاذيب ، وهو من سخف الملحدين ودعاويهم الكاذبة. وذكرنا ذلك لأنّ (٧) الملحد (٨) ترك هذه الدّعاوى وعاب المسلمين بما تدّعيه المجوس والمنّانيّة (٩) لزرهشت ومانى من الأباطيل المبتدعة إلحادا منه وشدّة عداوة للاسلام. وما مثله فى ذلك إلّا كما قال الأوّل :
كناطح صخرة يوما ليفلقها |
|
فلم يضرها (١٠) وأوهى قرنه الوعل |
__________________
(١) ـ العقاقير ... العقاقير : ـ B (٢) ـ من العقاقير : للعقاقيرA (٣) ـ فهؤلاء ... جالينوس : ـ A (٤) ـ بهذا : بهذه C (٥) ـ ولم : ولوB (٦) كما نسبت : ـ B (٧) ـ لان : ان C (٨) الملحد : الملحدين B (٩) ـ المنانية : المانيةB (١٠) ـ يضرها : يضربهاB