بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) الآية. ودعاهم إلى النّظر فى التّوراة (١) وما يوجبه حكم التّوراة فيما أنكروه عليه (٢) وخالفوه فيه ، فى أشياء أحلّت لهم وحرّمت عليهم ، فقال : (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ (٤) صادِقِينَ (٣)). فهذه الآيات تدلّ على (٥) أنّ الله جلّ وتعالى (٦) ، أمر بالنّظر وأمر بالاستماع من المختلفين ، والنّظر فيه واتّباع ما هو أحسن وأولى وأحقّ وأوجب ؛ وعلى هذا أهل المعرفة وذوو (٧) الألباب من أصحاب الشّرائع. وليست (٨) للملحد (٩) حجة عليهم بما يفعله ضعفاء الأمّة ، ومن لا معرفة له مستحكمة ، ومن هو من عوام الناس.
(٢) فأمّا الخبر الّذي احتجّ به وعاب على رواته ، وزعم أنّه يوجب ترك النّظر ، قوله : «الجدل فى الدّين والمراء (١٠) فيه (١١) كفر» ، فانّه صحيح (١٢) ؛ ولكن ليس (١٣) الجدل معناه النّظر ، وإنّما معنى (١٤) الجدل ، الخصومة والتنازع. وأخذ الجدل من (١٥) الجدالة ، والجدالة هى الأرض : كأنّ المجادلين ، أحدهما يخاصم صاحبه وينازعه حتّى يلقيه (١٦) الى الأرض ويستعلى عليه. فاذا كان الأمر على هذا ، فليس ذلك بنظر ؛ بل هو جدل وخصومة ، وهو كفر فى الدّين ؛ لأنّه على طريق المغالبة والمعاداة وترك الانصاف. والمجادل على هذه الجهة ، هو تارك لما أمر به من النّظر على أحسن الوجوه بالانصاف والعدل ؛ وهو الجدل (١٧) الّذي نهينا عنه ، وروى فيه أنّه كفر ، لأنّه كما ذكرنا
__________________
(١) ـ التوراة : التوريةBC ـ (٢) ـ عليه : + صلى الله عليه وعلى آله B ، وعلى : ـ C (٣) ـ بالتوراة : بالتواةB (٤) ان كنتم : انكنتم B (٥) ـ على : ـ AC ـ (٦) جل وتعالى : ـ A ـ A ، ع ج : C (٧) ـ ذوو : ذوB (٨) ـ ليست : ليس AB (٩) للملحد : للملحدين C (١٠) ـ المراء : المراه C (١١) فيه : ـ AB (١٢) صحيح : صح B (١٣) ـ ليس : ليست C ، + معنى B (١٤) معنى : معناC (١٥) ـ الجدل من : ـ B (١٦) ـ يلقيه : يلقاه C (١٧) ـ الجدل : الجدال C