مسعود نحو ذلك. قال ابن جرير (١) : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، أخبرنا مطرف عن وبرة بن عبد الرحمن عن أبي الطفيل قال : قال ابن مسعود : أكبر الكبائر الإشراك بالله ، واليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله ، وكذا رواه من حديث الأعمش وأبي إسحاق عن وبرة عن أبي الطفيل عن عبد الله به ، ثم رواه من طرق عدة عن أبي الطفيل عن ابن مسعود وهو صحيح إليه بلا شك.
حديث آخر : فيه سوء الظن بالله. قال ابن مردويه : حدثنا محمد بن إبراهيم بن بندار ، حدثنا أبو حاتم بكر بن عبدان ، حدثنا محمد بن مهاجر ، حدثنا أبو حذيفة البخاري عن محمد بن عجلان ، عن نافع ، عن ابن عمر أنه قال : أكبر الكبائر سوء الظن بالله عزوجل ، حديث غريب جدا.
حديث آخر : فيه التعرب (٢) بعد الهجرة قد تقدم في رواية عمرو بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعا قال ابن مردويه : حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن رشدين ، حدثنا عمرو بن خالد الحراني ، حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب ، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول «الكبائر سبع ، ألا تسألوني عنهن؟ الشرك بالله ، وقتل النفس والفرار يوم الزحف ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، وقذف المحصنة ، والتعرب بعد الهجرة» ، وفي إسناده نظر ، ورفعه غلط فاحش ، والصواب ما رواه ابن جرير (٣) : حدثنا تميم بن المنتصر ، حدثنا يزيد ، أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد بن سهل بن أبي حثمة ، عن أبيه ، قال : إني لفي هذا المسجد ، مسجد الكوفة ، وعلي رضي الله عنه يخطب الناس على المنبر يقول : يا أيها الناس ، الكبائر سبع فأصاخ الناس ، فأعادها ثلاث مرات ، ثم قال : لم لا تسألوني عنها؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ، ما هي؟ قال : الإشراك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله ، وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والفرار يوم الزحف ، والتعرب بعد الهجرة. فقلت لأبي : يا أبت ، التعرب بعد الهجرة ، كيف لحق هاهنا؟ قال يا بني وما أعظم من أن يهاجر الرجل حتى إذا وقع سهمه في الفيء ، ووجب عليه الجهاد ، خلع ذلك من عنقه ، فرجع أعرابيا كما كان.
حديث آخر : قال الإمام أحمد (٤) : حدثنا هشام ، حدثنا أبو معاوية يعني شيبان ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن سلمة بن قيس الأشجعي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حجة الوداع «ألا إنما هن أربع أن لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ،
__________________
(١) تفسير الطبري ٤ / ٤٢.
(٢) أي العودة إلى حياة الأعراب بعد سكنى المدينة.
(٣) تفسير الطبري ٤ / ٤٠.
(٤) مسند أحمد ٤ / ٣٣٩.