رواه ابن أبي حاتم ، وقال يحيى بن يزيد الحضرمي أنه بلغه في الآية ، قال : يجعل للكافر مائة جلد ، بين كل جلدين لون من العذاب ، ورواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا حسين الجعفي عن زائدة ، عن هشام ، عن الحسن قوله : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ) الآية ، قال : تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة. قال حسين : وزاد فيه فضيل عن هشام عن الحسن (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ) كلما أنضجتهم فأكلت لحومهم قيل لهم عودوا فعادوا. وقال أيضا : ذكر عن هشام بن عمار ، حدثنا سعيد بن يحيى ـ يعني سعدان ـ حدثنا نافع مولى يوسف السلمي البصري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قرأ رجل عند عمر هذه الآية (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) فقال عمر : أعدها علي ، فأعادها ، فقال معاذ بن جبل : عندي تفسيرها تبدل في ساعة مائة مرة. فقال عمر : هكذا سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقد رواه ابن مردويه عن محمد بن أحمد بن إبراهيم ، عن عبدان بن محمد المروزي ، عن هشام بن عمار به. ورواه من وجه آخر بلفظ آخر ، فقال : حدثنا محمد بن إسحاق عن عمران ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا نافع أبو هرمز ، حدثنا نافع عن ابن عمر ، قال : تلا رجل عند عمر هذه الآية : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ) الآية ، قال : فقال عمر : أعدها علي ، وثم كعب ، فقال أنا عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الإسلام قال : فقال هاتها يا كعب فإن جئت بها كما سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم صدقناك ، وإلا لم ننظر إليها ، فقال : إني قرأتها قبل الإسلام : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة. فقال عمر : هكذا سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقال الربيع بن أنس : مكتوب في الكتاب الأول : أن جلد أحدهم أربعون ذراعا ، وسنه سبعون ذراعا ، وبطنه لو وضع فيه جبل لوسعه ، فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها.
وقد ورد في الحديث ما هو أبلغ من هذا ، قال الإمام أحمد (١) : حدثنا وكيع ، حدثنا أبو يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ، وإن غلظ جلده سبعون ذرعا ، وإن ضرسه مثل أحد» تفرد به أحمد من هذا الوجه.
وقيل المراد بقوله : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ) أي سرابيلهم ، حكاه ابن جرير (٢) ، وهو ضعيف لأنه خلاف الظاهر.
وقوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ
__________________
(١) مسند أحمد ٢ / ٢٦.
(٢) تفسير الطبري ٤ / ١٤٦.