عنه ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «خير نسائها (١) مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد» أخرجاه في الصحيحين من حديث هشام به مثله.
وقال الترمذي : حدثنا أبو بكر بن زنجويه ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون» تفرد به الترمذي وصححه.
قال عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، عن أبيه ، قال : كان ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال «خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية [بنت مزاحم] (٢) امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت رسول الله» رواه ابن مردويه ، وروى ابن مردويه من طريق شعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم «كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا ثلاث : مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».
وقال ابن جرير (٣) : حدثني المثنى ، حدثنا آدم العسقلاني ، حدثنا شعبة ، حدثنا عمرو بن مرة ، قال : سمعت مرة الهمداني ، يحدث عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون» (٤). وقد أخرجه الجماعة إلا أبا داود من طرق عن شعبة به ، ولفظ البخاري «كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام». وقد استقصيت طرق هذا الحديث وألفاظه في قصة عيسى ابن مريم عليهالسلام في كتابنا البداية والنهاية ، ولله الحمد والمنة.
ثم أخبر تعالى عن الملائكة أنهم أمروها بكثرة العبادة والخشوع والركوع والسجود والدأب في العمل ، لما يريد الله بها من الأمر الذي قدره الله وقضاه مما فيه محنة لها ، ورفعة في الدارين بما أظهر الله فيها من قدرته العظيمة ، حيث خلق منها ولدا من غير أب ، فقال تعالى : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ ، وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) أما القنوت فهو الطاعة في خشوع ، كما قال تعالى : (بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) [البقرة : ١١٦]. وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال «كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة». ورواه ابن جرير من طريق ابن لهيعة عن دراج به ، وفيه
__________________
(١) أي نساء أهل الجنة ، كما في الطبري ٣ / ٢٦٢.
(٢) الزيادة من الطبري.
(٣) تفسير الطبري ٣ / ٢٦٢.
(٤) تمام رواية الطبري : «... وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد».