النبي صلىاللهعليهوسلم : «غفر الله لك يا أبا بكر ، ألست تمرض ، ألست تنصب ، ألست تحزن ، ألست تصيبك اللأواء (١)؟» قال : بلى. قال : «فهو مما تجزون به». ورواه سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة ، عن إسماعيل بن أبي خالد به ، ورواه الحاكم من طريق سفيان الثوري عن إسماعيل به.
وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن زياد الجصاص ، عن علي بن زيد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : سمعت أبا بكر يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من يعمل سوءا يجز به في الدنيا».
وقال أبو بكر بن مردويه : حدثنا محمد بن هشيم بن جهيمة ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، حدثنا زياد الجصاص عن علي بن زيد ، عن مجاهد ، قال : قال عبد الله بن عمر : انظروا المكان الذي فيه عبد الله بن الزبير مصلوبا فلا تمرن عليه ، قال : فسها الغلام فإذا عبد الله بن عمر ينظر إلى ابن الزبير فقال : يغفر الله لك ثلاثا ، أما والله ما علمتك إلا ضوّاما قواما وصالا للرحم ، أما والله إني لأرجو مع مساوي ما أصبت أن لا يعذبك الله بعدها ، قال : ثم التفت إلي فقال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من يعمل سوءا في الدنيا يجز به» ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن الفضل بن سهل ، عن عبد الوهاب بن عطاء به مختصرا ، وقال في مسند ابن الزبير : حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي ، حدثنا عبد الرحمن بن سليم بن حيان ، حدثني أبي عن جدي حيان بن بسطام ، قال : كنت مع ابن عمر فمر بعبد الله بن الزبير وهو مصلوب ، فقال : رحمة الله عليك أبا خبيب ، سمعت أباك يعني الزبير ، يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من يعمل سوءا يجز به في الدنيا والآخرة» ثم قال : لا نعلمه يروى عن الزبير إلا من هذا الوجه.
وقال أبو بكر بن مردويه : حدثنا أحمد بن كامل ، حدثنا محمد بن سعد العوفي ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا موسى بن عبيدة ، حدثني مولى بن سباع ، قال : سمعت ابن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوسلم فنزلت هذه الآية (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أبا بكر ألا أقرئك آية أنزلت علي؟» قلت : بلى يا رسول الله. قال : فاقرأنيها فلا أعلم إلا أني قد وجدت انفصاما في ظهري حتى تمطيت لها. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مالك يا أبا بكر؟» قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، وأينا لم يعمل السوء وإنا لمجزيون بكل سوء عملناه؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما أنت يا أبا بكر وأصحابك المؤمنون ، فإنكم تجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله ليس لكم
__________________
(١) اللأواء : المشقة والشدة.
(٢) مسند أحمد ١ / ٦.