وباقتدارهم قدرته ، وسلطانهم سلطته ، وبجمالهم وسنائهم بهجته" (١).
إنهم بشر من البشر فقد قال الله تعالى على لسان الرسل : (قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) (٢). ويقول تعالى نافيا عن رسله صفة الألوهية : (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ) (٣) ويقول تعالى على لسان نبيه : (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) (٤).
وهذا التعنت وتأويل النصوص على غير مرادها هدفه القول بنبوته وألوهيته فى الوقت ذاته ، لكنه أخطأ الطريق ، ولم يستطع ولن يستطيع عاقل قط أن يقول بغير ختم النبوة بمحمد ، صلىاللهعليهوسلم. وذلك ما عجز عن إثبات غيره عشرات الأدعياء من قبله خلال التاريخ ولكنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أبدا فقد قال تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٥). فبمحمد ، صلىاللهعليهوسلم ، أكمل الله الدين به ، وأتم نعمته على المؤمنين ، ورضى لهم الإسلام دينا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (٦).
__________________
(١) السابق ، ص ٨٨.
(٢) سورة إبراهيم : ١١.
(٣) سورة آل عمران : ٧٩.
(٤) سورة الإسراء : ٩٣.
(٥) سورة الأحزاب : ٤٠.
(٦) سورة المائدة : ٣.