إن البهائيين بذلوا أقصى ما عندهم فى سبيل هدم عقيدة ختم النبوة برسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، ومن أبرز هذه المحاولات محاولة الجرفادقانى فى الدرر البهية لىّ نص الكتاب المقدس عن التجلى فى سيناء والتلألؤ فى سعير (أى بلاد الشام) والإشراق من فاران (أى جبال مكة) ، وهو نص يرمز إلى ظهور موسى بأرض سيناء وعيسى بفلسطين من بلاد الشام ، وإشراق نور محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، تأويلا غريبا لصالح عقيدتهم البهائية فيقول الجرفادقاني : " ... وإذا أشرقت من فاران فهى هذه النجمة الربانية ، وإذا هبت من فارس ، فهى هذه النفحة الروحانية ، وإذا بزغت ولمعت وأضاءت وألاحت من طهران فهى هذه الشمس الحقيقة الواحدة التى لم تزل كانت مشرقة فى أزل الآزال ، ولا تزال تكون ساطعة الأنوار فيما يأتى من القرون والأجيال" (١) ، فالتبشير بظهور مظهر جديد عندهم جاء فى تعاليم سائر الرسل السابقين.
ولكى يضفى البهاء وصف الألوهية على الأنبياء يقول بأنهم نزلوا من عرش الأمر وأنهم جواهر قدس نورانية فيقول فى إيقانه : " .. لكنهم فى الحقيقة نازلون من عروش الأمر متكئون على رفرف المعانى ، طائرون فى جو الغرب ، سائرون فى سهل الروح بلا قدم ، صاعدون على معارج الأحدية بلا جناح ، مجتازون فى كل نفس مشرق ومغرب الإبداع .." (٢).
والحقيقة أن هذه أفكار بعيدة عن الفكر الإسلامى الصحيح ، فليس الأنبياء كما ادعى البهاء فى الإيقان بأنهم" يحاكون بعلومهم علم الله تعالى ،
__________________
(١) الجرفادقاني : الدرر البهية ، ص ٢٢٧.
(٢) البهاء : الإيقان ، ص ٨٨.