وفى الحديث الشريف يقول رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، وكلما هلك نبى خلفه نبى ، وأنه لا نبى بعدى" [رواه البخارى].
وقال صلىاللهعليهوسلم : " إن مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وجمله إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون بها ، ويعجبون له ، ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ، فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين" [رواه البخارى].
وهكذا انعقد إجماع المسلمين على انقطاع النبوة والرسالة بعد خاتم الأنبياء والمرسلين وأصبح من الأمور المعلومة بالضرورة هذا الأمر ، ولهذا فإن الرعيل الأول من المسلمين الأوائل حاربوا كل من ادعى النبوة ، وبينوا كذبه.
ويحاول البهاء المازندرانى أن يكذب على رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، فينسب إليه الأحاديث الموضوعة الكاذبة فيقول : روى عن الحضرة قوله : " أما النبيون فأنا" وقوله : " أنا آدم ونوح وموسى وعيسى". فإذا جاز له نسبة مبدأ الأنبياء الّذي هو آدم إلى نفسه ، فلم يبعد إضافة الخاتمية إليه بعلة تلك النسبة عينها وما أوضح صدق الخاتمية على من صدقت عليه البدئية" (١). ويستشهد فى ذلك بأقوال لا أساس لها من الصحة كقوله : " أئمة الدين يقولون أولنا محمد وآخرنا محمد وأوسطنا محمد" (٢). وهو يريد من ذلك هدم عقيدة ختم النبوة بمحمد ، صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) البهاء : الإيقان ، ص ١٤٨.
(٢) السابق ، ص ١٣٩.