فمعجزة العصا هى التى جعلت السحرة يؤمنون بموسى ، وقول الله تعالى : (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً) الفاء هنا برهان أكيد على أن السحرة آمنوا فور مشاهدتهم معجزة موسى خصوصا وأن التوراة لم تكن نزلت بعد على موسى.
والإمام الجوينى فى إثبات معجزات الأنبياء قال فى كتابه الإرشاد : " يقول النبي فى مخاطبة من سبق اعتقاده للإلهية قد علمتم أن ابتعاث النبي غير منكر عقلا ، وأنا رسول الله إليكم ، وآية صدقى ، أنكم تعلمون تفرد الرب بالقدرة على إحياء الموتى ، وتعلمون أن الله عالم" بسرنا وعلانيتنا" وما نخفيه من سرائرنا ، ونبديه من ظواهرنا ، وإنما أنا رسول الله إليكم ، فإن كنت صادقا ، فاقلب يا رب هذه الخشبة حية تسعى ، فإذا انقلبت ـ كما قال ـ وأهل الجمع عالمون بالله تعالى ، فحينئذ يعلمون على الضرورة أن الرب تعالى قصد بإبداع ما أبدع تصديقه ، ومن كان غائبا عن المجلس الموصوف ، فبلغه ما جرى شارك الحاضرين فى العلم بالرسالة ، وإن لم يحس حالا" (١).
ومعنى ذلك أن هناك علاقة وثيقة وتامة بين الرسول والمعجزة ، فإتيان المعجزة على يديه يعنى تأييد الله تعالى له ، وتصديق قومه له.
رأى الدين فى البهائية :
ـ أفتى الشيخ سليم البشرى شيخ الأزهر بكفر ميرزا عباس زعيم البهائيين ، ونشر ذلك فى جريدة مصر الفتاة ، بالعدد ٦٩٢ فى ٢٧ / ١٢ / ١٩١٠ م.
__________________
(١) الجوينى : الإرشاد ، طبعة الخانجى ، مصر ، ص ٣٢٩.