كتابه الآيات البينات فى قمع البدع والضلالات : " كان العارف أحمد الأحسائي فى أوائل القرن الثالث عشر وحضر على السيد بحر العلوم وكاشف الغطاء ، وله منهما إجازة تدل على مقامه عندهما وعند سائر علماء ذلك العصر ، والحق أنه رجل من أكابر علماء الإمامية وعرفائهم وكان على غاية الورع والزهد والاجتهاد فى العبادة كما سمعناه ممن نثق به ممن عاصره ورآه ، نعم له كلمات فى مؤلفاته مجملة متشابهة لا يجوز من أجلها التهجم والجرأة على تفكيره (١). وقد لاقى فكر هذا الرجل مقاومة عنيفة من علماء إمامية أخلصوا فى بحثهم عن الحق والحقيقة فى فكر الأحسائي وثبت لهم خروجه عن الفكر الإسلامى الصحيح.
ولعل من أبرز من درسوه دراسة موضوعية نزيهة ووضع فكره فى إطاره الدقيق ميرزا محمد رضا الهمدانى فى كتابه" هدية النملة" والشيخ محمد مهدى الخالص فى كتابه" رسالة الشيخية والبابية" ، والناظر فى كتابات الأحسائي يتضح له أنه من الغالين فى أمير المؤمنين على بن أبى طالب غلوّا شديدا ، بل إن المستشرق براون يعتبره من" الشيعة الحلولية الذين يعبدون عليّا" (٢).
وإن علماء مدينة" يزد" الإيرانية نشروا عنه أخبارا بمجافاة تعاليمه للسنة القويمة ، وتحدوا بصفة خاصة آراءه فى أمور الآخرة ، وهى آراء أنكر فيه ـ فى قولهم ـ البعث بالأجساد وفسّره بأنه بعث روحى خالص" (٣).
__________________
(١) الأحسائي ، أحمد : فهرست تصانيف العلامة : ص ٥.
(٢) دائرة المعارف الإسلامية ، طبعة دار الشعب بالقاهرة ، المجلد الثانى ، ص ٢٥٤.
(٣) المرجع السابق : ص ٢٥٥.