ويذكر هؤلاء العلماء أن الشيخية ـ أتباع الشيخ أحمد الأحسائي يقولون : " إن الحقيقة المحمدية تجلت فى الأنبياء قبل محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، تجليا ضعيفا ، ثم تجلت تجليا أقوى فى محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، ثم اختفت زهاء ألف سنة ، وتجلت فى الشيخ أحمد الأحسائي والسيد كاظم الرشتى ، ثم تجلت فى كريم خان الكرمانى وأولاده إلى أبى قاسم خان.
وهذا التجلى فى الحقيقة هو أعظم التجليات لله ، والأنبياء ، والأئمة والركن الرابع من الشيخ أحمد الأحسائي إلى ما بعده هم شيء واحد ، يختلفون فى الصورة ، ويتحدون فى الحقيقة التى هى الله ظهر فيهم.
ويعتقدون أن محمدا رسول الله ، وأن الأئمة الاثنى عشر هم أئمة الهدى ، ومعنى الرسالة ، والإمامة عندهم أن الله تجلى فى هذه الصورة ، فمنهم رسول ، ومنهم إمام ، ويعتقدون أن اللاحقين هم أفضل من السابقين ، وعلى ذلك فالشيخ أحمد فى رأى أصحابه أعظم من جميع الأنبياء والمرسلين ، ويعتقد هؤلاء بالرجعة ويفسرونها بأن الله بعد أن غاب عن صور الأئمة رجع وتجلى تجليا أقوى فى الركن الرابع الّذي هو الشيخ أحمد ومن يأتى بعده (١).
ولقد غالى الشيخ أحمد الأحسائي فى الرسول ، صلىاللهعليهوسلم ، والأئمة الاثنى عشر غلوّا شديدا ، وبلغ به الغلو فى أن يعتبرهم علة مادية لجميع المخلوقات ، بل يقول إن الأشياء خلقت من أجلهم وأنهم السبب الأكبر لوجود هذا العالم ، وأنهم مخلوقون من عظمة الله ، وتصل به المبالغة حدّا إلى أن يقول : " وإنهم المحيون والمميتون والمتصرفون فى شئون العالم ؛ لأن
__________________
(١) عبد الحميد ، محسن : حقيقة البابية والبهائية ، طبعة دار الصحوة بمصر ، ١٤٠٥ ١٩٨٥ م ، ص ٣١ نقلا عن هدية النملة للميرزا محمد رضا الهمدانى.