قطع اليد قد عطل عام المجاعة ، وكان التعطيل فى عهد من؟ فى عهد عمر بن الخطاب .. وهو من؟ هو أشد المسلمين استمساكا بأحكام الشريعة حتى إنه حين أمر بإقامة حد الخمر على ابنه ولحظ أن منفذ الحد يترفق بابنه حتى لا يوجعه ثار وأبى إلا أن ينفذه بشدة وعنف قضيا على حياة ابنه بين يديه. ولم يعرف إذ ذلك أن تعطيل هذا القدر من الحدود للضرورة دعا إلى تعطيل بقية الحدود وإلى تعطيل أحكام الشريعة الإسلامية التى هى أصل لذلك الفرع.
ومن حيث أن المدعى قد استند ضمن ما استند إليه فى صحة دعواه إلى أن أحكام القانون الوضعى تحول دون تطبيق أحكام الردة كليّا أو جزئيّا حيث نص الدستور وهو القانون الأصلي لكل القوانين فى المادة ١٢ منه على أن" حرية الاعتقاد مطلقة". وذهب فى تفسيرها إلى أن حرية الاستمرار على عقيدة ما وحرية تغيير تلك العقيدة فى أى وقت لأن حرية تغيير العقيدة هى مظهر من المظاهر الأولية الأساسية لحرية الاعتقاد وفى إبطال زواج من يغير عقيدته لتلك الحرية التى نص الدستور على أنها مطلقة.
ومن حيث أن هذا الّذي يذهب إليه المدعى فى تفسير هذه المادة هو على العكس تماما مما قصد إليه واضعوها فى لجنة الدستور وبالرجوع إلى الأعمال التحضيرية للدستور طبعة مطبعة مصر فى ١٩٤٠ ص ٨٧ جزء ١ فى شأن المادة ١٢ ونصها الحالى بالدستور" حرية الاعتقاد مطلقة" تجد صياغتها الأولى من لجنة وضع المبادي العامة للدستور كانت تجرى على هذا النسق" حرية الاعتقاد الدينى مطلقة فلجميع سكان مصر الحق فى أن يقوموا بحرية علانية أو غير علانية بشعائر أية ملة أو دين أو عقيدة ما دامت هذه