على وحدة الإسلام ، وقال : إنى سألت الرشتى يوما عن المهدى أين هو؟ فقال : أأنا أدرى؟ يكون هنا فى هذا المجلس .. عندئذ لمح الخيال فى خاطرى كالبرق الخاطف ، وأردت إنجازه وإبداله فى صورة الحقيقة فرأيت فى المجلس الميرزا على محمد الشيرازى ، فتبسمت وصممت فى نفسى على أن أجعله ذلك المهدى المزعوم.
ومنذ ذلك اليوم بدأت كلما أجد الفرصة والخلوة أرسخ فى ذهنه أنه هو الّذي سيكون القائم الموعود ، ويوميّا كنت أخاطبه : يا صاحب الأمر ، ويا صاحب الزمان والمكان ، فكان فى أول الأمر بدأ يترفع ويتأفف لهذا القول ويتنكر ، ولكنه لم يلبث إلا القليل ، حتى كان يبدى السرور والفرحة من هذه المخاطبات" (١).
وهنا يبدو لنا واضحا دور أعداء الإسلام فى محاولاتهم تفتيت عقائده عن طريق نشر هذه الخزعبلات التى تشوه صورة الإسلام الوضيء.
ووجد رجل آخر يقال له ملا حسين البشروئى فى على محمد الشيرازى ضالته فأوهمه أنه المهدى المنتظر وأنه الباب ؛ فخلع عليه الباب لقب" باب الباب" و" أول من آمن".
وقد وصل الأمر بالشيرازى إلى أن يقول بعد ذلك : " أنا أفضل من محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، كما أن قرآنى أفضل من قرآن محمد ، وإذا قال محمد بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن ، فأنا أقول بعجز البشر عن الإتيان بحرف من حروف قرآنى ، إن محمدا كان بمقام الألف وأنا بمقام النقطة .. ثم لقب نفسه" بالذكر" ، وزعم أنه المراد من الآية :
__________________
(١) المرجع السابق : ص ٣٥.