إليه ، وطهّروا أنفسكم حتى تروا جماله ، ولا يظهر لكم جماله إلا بعد أن أفارق هذا العالم ، فعليكم بعد فراقى أن تقوموا على طلبه ، ولا تستريحوا لحظة واحدة" (١).
فالرشتى هو الّذي أصّل فكرة المهدى المنتظر عند الشيرازى ، وهو الّذي أوحى إليه بفكرة الباب وفكرة نسخ الشرائع القديمة ، وكان يقول له : " إن الشريعة وأصول الآداب هو غذاء الروح ؛ لذلك يجب أن تكون الشرائع متنوعة ، وعلى ذلك يجب نزع الشرائع القديمة" (٢).
وهذا كلام خطير للغاية أدى إلى تضخيم المسألة عند الشيرازى وتطور الأمر إلى نسخ الشريعة الخاتمة باعتبار أنه وريث نبوة محمد ، صلىاللهعليهوسلم.
وعندى أن كاظم الرشتى هو المحرك الحقيقى لظهور البابية نتيجة غلوه فى فكر أستاذه الأحسائي ، ثم بدعوته لظهور المهدى ، وإشارته تصريحا وتلميحا إلى أنه على الشيرازى.
وقد لقيت أفكار الرشتى قبولا واستحسانا عظيمين لدى كل من يريد أن ينخر ويخرب فى عقائد المسلمين ، وها هو" كنياز دالجوركى" المترجم بالسفارة الروسية وأحد رواد حلقة كاظم الرشتى باسم إسلامى" الشيخ عيسى النكرانى" الّذي كان صديقا حميما لعلى الشيرازى .. كتب فى مذكراته التى نشرت فى مجلة الشرق السوفيتية سنة ١٩٢٤ ـ ١٩٢٥ بعد سقوط القيصرية مبينا أهمية إشعال الخلافات الدينية بين المسلمين للقضاء
__________________
(١) المرجع السابق : ص ٥٧.
(٢) د. محسن عبد الحميد : حقيقة البابية والبهائية ، ص ٣٥.