فى فمه كطعم السكر ، وأحلى من العسل ، وأطيب من رائحة المسك ، ولما استيقظ أصبح فى خاصته محاطا بأنوار معرفة الله" (١).
ومن يتأمل فكر الرشتى وكلماته يجد أنها" ترشح بما هو ادعى وأمر مما ترشح به كلمات شيخه" (٢) ، بل إنه كان يدعى الكشف والإلهام ؛ ولهذا سمى طريقته الكشفية محدثا فى ذلك تطورا فى طريقة شيخه الأحسائي.
وكاظم الرشتى هذا هو الّذي مهد الطريق لظهور الباب ، فقد أشاع بين تلاميذه قرب ظهور المهدى ، وأنه واحد منهم ، وكان يشير بالذات إلى تلميذة الشيرازى ، فيقول أحد مؤرخى البابية الكبار وهو الميرزا جانى الكاشانى الّذي قتل لبابيته : " إن السيد كاظم كان كثيرا ما يشير بالكتابة والتلويح إلى أن المهدى هو" الميرزا على محمد الشيرازى" وإن الرشتى مع شيخوخته وكبر سنه ومقامه ، كان يكرم" الميرزا على محمد" ويحبه إلى أن كان يحير الآخرين ويجعلهم فى ريبة وشك! وكان يومئ إليهم بأن هذه الاحترامات لا تليق إلا بشخص يكون هو الموعود (٣) ؛ ولهذا فإن الرشتية أو الكشفية كانوا يعتقدون تماما فى الشيرازى بأنه الموعود وهم الذين اعتقدوا بعد ذلك فيه وفى بابيته.
وكان الرشتى يؤكد على قرب ميعاد ظهور الموعود فيقول : " إن الموعود يعيش بين هؤلاء القوم ، وإن ميعاد ظهوره قد قرب ، فهيئوا الطريق
__________________
(١) عبد الرزاق الحسنى : البابيون والبهائيون ، ماضيهم وحاضرهم ، طبعة العرفان بلبنان ، ١٩٥٧ م ص ١٦.
(٢) شاه عبد العزيز غلام الدهلوى : مختصر التحفة الاثنى عشرية ، نقله من الفارسية إلى العربية الشيخ الحافظ : علام محمد بن محيى الدين عمر الأسلمي ، واختصره علامة العراق : محمود شكرى الألوسى ، وحققه وعلق على حواشيه الشيخ : محب الدين الخطيب ، طبع بالمطبعة السلفية بمصر ، ١٣٧٣ ه ، ص ٢٢.
(٣) إحسان إلهى ظهير : البابية عرض ونقد ، طبعة إدارة ترجمان السنة ، باكستان ، ١٤٠١ ه ١٩٨١ م ، ص ٥٧ ـ ٥٩.