وقد جاء فى صحيح مسلم أثر فيه إشارة إلى المهدى دون ذكر اسم المهدى ، فعن أبى سعيد الخدرى ، وجابر بن عبد الله قالا : قال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : " يكون فى آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده".
وعن عبد الله بن مسعود ، رضى الله عنه ، عن النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، قال : " يلى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى". وقال أبو هريرة ، رضى الله عنه : " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلى" [رواه أحمد والترمذي].
إن أحاديث ظهور المهدى فى آخر الزمان كثيرة ، وصحيح أن فى بعض هذه الأحاديث ضعف فى إسنادها إلا أن كثرة رواياتها مما يقوى بعضها بعضا ، يقول العلامة ابن القيم رحمهالله : " وهذه الأحاديث وإن كان فى إسنادها بعض الضعف والغرابة فهى مما يقوى بعضها بعضا ، ويشد بعضها بعضا ، فهذه أقوال أهل السنة" (١).
ويقول العلامة ابن خلدون فى مقدمته : " إن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار أنه لا بد فى آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ، ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ، ويستولى على الممالك الإسلامية ، ويسمى المهدى ، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة فى الصحيح على أثره ، وإن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل معه فيساعده على قتله ويأتم بالمهدى فى صلاته" (٢).
__________________
(١) ابن القيم : المنيف فى الصحيح والضعيف ، ص ٧٩.
(٢) ابن خلدون : المقدمة ، ج ١ / ص ٥٥٥